2020-10-16 | 01:46 مقالات

السوشال ميديا.. جوانب إيجابية

مشاركة الخبر      

لم تغيّر وسائل التواصل الاجتماعي من الطرق التي كانت تعمل بها وسائل الإعلام وشركات التسويق والمتاجر سنوات طويلة، بل غيَّرت حتى من طرق تعارف الناس على بعضهم.
في الماضي كان من الطبيعي أن تتعرف على أصدقائك من خلال وجودك في عدة أماكن كالمقهى أو في بيت صديق أو حتى في الطائرة، أما اليوم فصار من الطبيعي أن تتعرف على من سيصبحون أصدقاءك من خلال الفيس بوك أو تويتر أو في بقية الوسائل الاجتماعية.
قبل عام تعرفت على زميل من خلال العمل، وفي جولة لنا في سيارته راح يحدثني عن أصدقائه المقربين منه، لكنني اكتشفت أن واحدًا منهم فقط يقيم في الرياض، أما البقية فكانوا في مدن مختلفة وبعيدة، ثم قال إنه تعرف عليهم من خلال تويتر، ثم أضاف أن صديقه الذي في الرياض تعرف عليه أيضًا عبر تويتر، ولأن هذه الوسائل جامعة للناس فقد جمعت أيضًا آلاف الرؤوس بالحلال، رزق صديقي بعدة أطفال من زوجته التي تعرف عليها عبر الفيس بوك، ولا أخفيكم أنه شتم الفيس بوك أمامي عدة مرات عندما كان على خلاف مع زوجته، كما أنه حمد الله على وجود الفيس بوك عندما كانت علاقته مع زوجته “سمن على عسل” كما يقول المثل.
في الإحصاءات الأخيرة لأعداد مستخدمي وسائل التواصل يتضح لنا حجم تأثير هذه الوسائل في حياة الناس، ووصولها إلى تلك التفاصيل الصغيرة في حياتهم، حيث إنها أصبحت جزءًا من يومياتهم، في إنستجرام هناك 1.1 مليار مستخدم نشط شهريًّا، وفي وي تشات الذي يعتبر أكبر وسيلة للتواصل الاجتماعي في الصين، يصل عدد المستخدمين النشطين إلى 1.2 مليار، أما صديقنا الـ”واتساب” فعدد مستخدميه النشطين يصل إلى 2 مليار شهريًّا، أما الفيس الذي يعتبر وسيلة التواصل الأكبر في العالم فقد بلغ عدد مستخدميه النشطين شهريًّا 2.6 مليار مستخدم، أي أن حوالي ثلث سكان الكرة الأرضية يجتمعون معًا في وسيلة واحدة.
سكان الأرض اليوم يعيشون نقلة كبرى وفرت لهم هذا التقارب والكم الكبير من المعرفة، كما أن وسائل التواصل فرصة كبرى للجميع خصوصًا للمبدعين والراغبين بتطوير قدراتهم عبر التعلم، في اليوتيوب مثلاً هناك آلاف الدروس المجانية التي يقدمها الخبراء في تخصصاتهم، وقد شاهدت العديد من أصحاب المهن الذين قالوا إنهم تعلموا من الدروس المقدمة عبر اليوتيوب، المعرفة اليوم بشتى أنواعها متاحة للجميع، وهذا بعض فوائد السوشال ميديا.