الجهل علة فاقت كل العلل
ما يحدث في النصر لا يمكن تصنيفه تحت أي بند من بنود العمل المنظم القائم على معرفة وخبرة، وقديماً قالوا: “الحكيم لا يحزن من الآلام الماضية، ولكنه يستعين بالحاضر ليتجنب غيرها”، إلا في النصر ومع هذه الإدارة التي دخلت المجال الرياضي بطريقة دراماتيكية، بسبب قصور في لائحة انتخابات الأندية التي أتت بغير أصحاب الخبرات والتخصص في المجالين الرياضي والاقتصادي.
دائماً ما يتفق الحكماء على أن:
“الجهل علة فاقت كل العلل، والحكمة تاج على رؤوس أصحابها”، إدارة النصر ومعها الإدارة المشرفة مع الاحترام والتقدير لشخصهم الكريم ولمؤهلاتهم وخبراتهم البعيدة كل البعد عن إدارة الأندية بشكلٍ عام وكرة القدم بشكلٍ خاص، فهم في عرف التخصص جميعهم “يجهلون” كيفية إدارة فريق كرة قدم تم تكوينه في سنوات وبميزانية تصل إلى ربع مليار، فجأة ودون مقدمات وجدوا أن هذا الفريق تحت إدارتهم الفذة..
لا نختلف أن الظروف ساهمت بشكل كبير في ترشحهم ووضع الثقة فيهم جماهيرياً وشرفياً على أمل مواصلة النجاح في إدارة فريق كرة قدم استلموه بطلاً مليئًا بالنجوم وبقيادة مدرب كبير وصاحب سجل مشرف في بلده البرتغال، وواصل نجاحه مع النصر في أول موسم له.
الفريق الإداري بقيادة الإدارة والمشرف العام تصدوا لإدارة الفريق الأول دون خبرات سابقة أو معرفة، وتلك شجاعة “متهورة” فيها حب “الأنا” بعد أن رفضوا الاستعانة بأي خبرات من خارج دائرتهم الضيقة التي لا تضم أي كفاءة لها ارتباط بكرة القدم على وجه الخصوص، عندها بدأ العبث بالفريق المرصع بالنجوم، وما إن يخرج من مشكلة حتى يدخل في أخرى ما بين فنية وإدارية ومالية، ولولا وقفات الشرفي عبد العزيز بغلف لما استطاعوا تسديد قيمة “ليلة واحدة لسكن الفريق في فندق” نجمة وليس خمس نجوم رغم الإمكانيات المالية المقبولة للمشرف العام على الفريق..
لست متحاملاً على الإدارة والمشرف ومعهم فيتوريا، إلا أنهم وللأسف خيبوا كل الآمال المعقودة عليهم برغم الدعمين المعنوي والمالي الكبيرين اللذين قدمهما الشرفيون وعلى رأسهم الداعم الأمير خالد بن فهد والشرفي عبد العزيز بغلف، وأصبح الفريق يُدار بعشوائية وفوضى تسببتا في إهمال المدرب فيتوريا في عمله ومن ثم عبثه، تلاه تمرد بعض النجوم وعلى رأسهم حمد الله ثم جوليانو لافتقاد الإداري القيادي في النادي “وزاد الطين بلة” غياب الخبرات المتخصصة من أبناء النادي أو حتى من خارج أسواره..
النادي الآن يمر بمرحلة حرجة على مستوى الفريق الأول، وإذا لم يتم التصحيح، فالفريق مهدد بالخروج خالي الوفاض هذا الموسم بعد أول ثلاثة أسابيع من انطلاقته..
وعلى دروب الخير نلتقي.