2020-12-06 | 23:11 مقالات

يوميات مشاهير

مشاركة الخبر      

المشاهير من المتزوجين الذين يصورون يومياتهم، غالبًا ما يظهرون الانسجام الأسطوري بين الاثنين، يكيل أحدهما المديح لشريكه بصورة تظهره على أنه ملاك، ويملك كل الصفات التي يحلم أن يجدها الحالم بشريكه.
مزاجهما دائمًا في أفضل أحواله، ملابسهما أنيقة، يشربون ويأكلون أشهى الأطعمة، يتبادلان الهدايا بشكل متكرر، يتبادلان المقالب التي تنتهي بالضحكات، لا تعكر صفو حياتهما أي مشاكل، يظهرون على أن كل أوقاتهم سعيدة لدرجة غير واقعية، ليس لأن اليوميات السعيدة غير واقعية، بل لأن اليوميات السعيدة دائمًا غير واقعية، ولأن الشريكين مثلهما مثل بقية البشر تتبدل أمزجتهما مهما كانت شهرتهما، ويقصّر أحدهما أحيانًا تجاه الآخر مثلهما مثل بقية البشر.
كما أن المؤثرات من خارج البيت تؤثر في الإنسان داخل أو خارج بيته، لذلك يتفاجأ المتابع ليوميات الشريكين من المشاهير إذا ما وقع الخلاف بينهما وانهار مشروع تصوير المسلسل السعيد، ويستغرب كيف تحول هذا الحب وهذه الحياة المثالية إلى ساحة معركة لا قوانين أخلاقية أو فروسية لها، فيتبادلان الشتائم، ويظهران مستوى أخلاقيًّا وضيعًا ويدخلان بمرحلة تسقيط الآخر بصورة بشعة لا يليق أن يتعرف عليها المتابعون، ولا تصلح أن تظهر للعامة أو كما يقال غير صالحة للنشر.
مشكلة ما هو مرئي أو حتى مسموع أو مقروء أنه مؤثر، وكل مؤثر مؤتمن، على الأقل في عدم تقديم المضر إذا لم يكن المشهور قادرًا على تقديم النافع، أعلم بأن تصوير اليوميات بالنسبة للمشاهير المتزوجين حق وقرار شخصي، في زمن صار فيه هاتف الجوال بمثابة استديو تلفزيوني. لكن هذا لا يعني أن لديهما الحق في أن يؤثران بصورة سلبية حينما يظهران للجيل الشاب صورة غير حقيقية عن واقع الحياة الزوجية، ثم يزرعان فكرة نمطية عن الحياة الزوجية لا يجدها الشاب على الصورة التي شاهدها في يوميات المشاهير المصنوعة، فيعتقد أن مشروع زواجه مع شريكه فاشل، لأنه يتعرض لبعض المشاكل، وتبدل مزاج شريكه بين فترة وأخرى. عمومًا إن لم يستطع بعض المشاهير المتزوجين الذين يصورون يومياتهم من أن يقدموا محتوى واقعيًّا عليهم على أقل تقدير ألا يظهروا مستوى أخلاقيًّا منخفضًا بعد طلاقهم.