2020-12-14 | 23:21 مقالات

تغريدات

مشاركة الخبر      

تويتر هذا الأسبوع هادئ، لم يُشعله حدث عالمي، أو مباراة كرة قدم مثيرة، تفتح باب النقاشات والخلافات، وينتهي بعضها بشتائم وشكاوى.
الهدوء أفضل في أغلب الأحوال، خاصةً في التفكير، وفي ردَّات الفعل. أبدأ تغريدات هذا الأسبوع بتغريدة لفؤاد الفرحان عن الكتاب، حيث كتب فؤاد عن الحالة التي تصنعها صداقة الكتاب، وما زلت أرى أن الأوقات التي قضيتها في القراءة هي أكثر الأوقات التي استثمرتها واهتممت فيها بنفسي، حيث غرَّد فؤاد “الكتاب الجيد يحميك من أضرار متابعة الأحداث، يقزّم معظم الأخبار، يغنيك عن كل العلاقات المتكلّفة، يقرّبك من نفسك كما لا تفعل عادة أخرى، يشعل جذوة التأمل لديك، يقوي ملكة الخيال عندك، ليس غريبًا أن قالت عنه العرب خير صديق”. هاشم الجحدلي اقتبس مقولة لديفيد ويلكرسون، يعرِّف فيها الحب، وأظن أن المقصود في المقولة يخصُّ وصف المحب الحقيقي والصادق الذي يدفعه حبه دفعًا لأفعاله “الحب ليس مجرد شيء تشعر به، إنه شيء تفعله”. أبقى في الحب وتغريدة لصاحب حساب “أنا أحبك”، تصوِّر التغريدة كما فهمتها الحالة التي تصنع مشهدًا موحشًا بعد حدث ما، أو ملل، أو حتى اكتشاف أحدهم أن الحالة التي كان يعيشها لا تسمَّى حبًّا، بل رغبةً، والرغبة مؤقتة “كنت أشارك معك كل شيء، حتى التفاصيل الصغيرة، حتى الأشياء التي ربما كانت تبدو تافهة، كيف صارت الأمور بيننا معقدة وصعبة لهذه الدرجة؟. الحظ رزق، وأقصد الحظ الجيد طبعًا، من حظ النباتات الربيعية أنها مرغوبة ومحببة، لأنها لا تأتي إلا في موسم واحد من كل عام، فتأتي وتجد الناس في استقبالها، وهم في شوق كبير لها، ويثنون عليها، ويصفون جمالها، متناسين كل النباتات التي رافقتهم طوال المواسم الثلاثة الماضية. هذا ما أسرَّت به الأشجار لسليمان التمياط، حيث غرَّد “الكل في الربيع يتذكرون العشب، وينسون الشجر طويل الأغصان والصبر”. حساب “حكاية” غرَّد بحكاية يشرح فيها الطريقة المناسبة التي يرى أنها تريح الإنسان، فيكسب نفسه مبتعدًا عن الآراء التي يبنيها محيطه عنه “تنازلت منذ وقت مبكر عن الرغبة في شرح نفسي للعالم، وعرفت حينها أنه بوسع كل شخص أن يفترض ما يريده، أن يبصرني بالطريقة التي تناسب الظنون بداخله، مقابل أن أحتفظ لي برؤيتي ومعرفتي لنفسي، لأنه وكما يعرف الجميع فإننا نعيش بعض الوقت معهم وكل الوقت معنا، وأكره أن أكره ما أكونه”.