2020-12-18 | 02:03 مقالات

فضفضة

مشاركة الخبر      

كل ما ألفَّه الرجال من نكات عن النساء ليس إلا “فضفضةً”، وشكلًا من أشكال الاحتجاج، وشعورًا بالعجز في بعض الأوقات أمام مَن لا يستطيعون الاستغناء عنها، وأظن أن هذه النكات ألَّفها الرجال في لحظات غضبهم، أو تذمُّرهم، والغريب أن النكات التي أطلقتها النساء على الرجال تكاد تكون نادرةً، وقد يكون السبب أنها ليست في حاجة إلى ذلك، لأن لديها أدوات معرفية خارقة في كيفية اللعب بأعصاب الرجل، وبأقل مجهود منها، فيكفي ألَّا تقول له وهو عائد يحمل احتياجات المنزل: “الله يعطيك العافية”!
ومن خلال الانتباه للنكات التي ألَّفها عن المرأة، تستطيع أن ترى أن الرجل يعرف أيضًا ما يثير تذمُّرها، أو غضبها، لذا فقد صنع نكاته حول ما يثير هذا الغضب. ومما هو معروف أن نسبةً ليست بالقليلة من النساء لا يقلن الحقيقة عن عمرهن، بالتالي من غير اللائق أن تسأل امرأة عن عمرها، وهو ما جعل الرجال الغاضبين يطلقون نكاتهم عن أعمار النساء، مثل “حريم مشتكيات على بعض في المحكمة، قال القاضي: أكبر وحده فيكم تتكلم. وساد الصمت، وعمَّ السلام، وإلى الآن ملف القضية مغلق”.
وتسمَّى فترة الخطوبة بالفترة الذهبية، وقد سمعت عن هذا المسمَّى مرات عدة، لأنها عادةً فترة وفاق، خاصةً أن الاثنين يُظهران أجمل ما لديهما من صفات، لكنني لا أتفق مع هذا المسمَّى، وأعتقد أن الفترة الذهبية هي التي تكون بعد سنوات من الزواج، لأن كلًّا منهما صار يعرف طباع الآخر، وتتجمَّع لديهما من الذكريات والعِشرة ما يحمي الرفقة من أي هزَّات عنيفة، لكن هذا لا يمنع من إطلاق النكات عن آراء المرأة أثناء فترة الخطوبة وبعد الزواج. هذه النكتة أطلقها “حبايبنا” من بلدان الشام بلهجتهم الجميلة “زلمه عم يعاتب مرتو المتطلبه كتير قلها: إنتي قبل الزواج قلتيلي بعيش معك عالخبزه والزيتونه. قالتلو: كنت عم أحكي عن الفطور بس!”.
ويؤخذ على بعض الشباب أنهم مندفعون عاطفيًّا، وخياليون أكثر من اللازم، يظنون أن الحياة الزوجية تخلو من المنغصات، أو المشكلات، وعندما تبدأ هذه المشكلات بالظهور، يعتقدون أن حظهم كان سيئًا، لأن حياتهم الزوجية تتخلها المشكلات. من الشام أيضًا، أُطلقت هذه النكتة “وحده بتسأل جوزها بلحظه رومنسيه أنت مين دلك علي؟ قالها: ما بعرف ولا بقدر أتهم أحد، أنا عندي أعداء كثير!”.