فشل لا تبرره استضافة بقرار..!
بعد تولي الأمير عبد العزيز بن تركي وزارة الرياضة كتبت مقالاً كان عنوانه التفاؤل بنقلة نوعية تنتظر الرياضة السعودية في كافة ألعابها ومنشآتها، تفاؤل مبني على عدة اعتبارات لعل أهمها أنه واحد من الرياضيين الممارسين، ويعرف من أين تكون الانطلاقة الحقيقية في ظل دعم حكومي لا محدود.
في أكثر من مرة تم الإشارة كثيرًا لأهمية استقطاب كوادر ذات كفاءة من خارج الوزارة تُعين سموه على نجاح مهمته التي كلف بها في ظل دعم غير مسبوق من ولي العهد، الذي وقف مع وزارة الرياضة معنويًّا وماليًّا لتحقيق رؤية 2030م وقفة لم يسبق أن حظي بها مسؤول رياضي سابق.
بعد كل هذا الدعم اللامحدود أمسينا أول أمس على فشل الوزارة في تقديم ملف يحظى بإعجاب ممثلي اللجان الأولمبية الآسيوية للفوز بدورة الألعاب الآسيوية 2030 بعد ترويج على مختلف الأصعدة بقوة الملف السعودي وحظوظه الكبيرة بالفوز في التصويت..!
إلا أن النتائج “الرسمية” للتصويت على تنظيم دورة الألعاب الآسيوية 2030م كشفت عن مستوى العمل الذي تقوم به الوزارة، للإعداد لهذا الملف المهم، الذي حظي بدعم القيادة، الدوحة حققت 27 صوتًا والرياض 10 أصوات فقط، فيما امتنعت 8 أصوات، هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك فشل وزارة الرياضة في تقديم ملف يُقنع المصوتين للفوز بدورة الألعاب الآسيوية 2030م، وهذه النتيجة وضعت أكثر من علامة استفهام..!
وزارة الرياضة تتحمل مسؤولية النهوض بالرياضة السعودية، ولتحقيق ذلك عليها مراجعة مكامن القصور، واستقطاب كفاءات مؤهلة ومتخصصة لا كوادر وجدت في تلك المناصب لاعتبارات أخرى لا تمت للكفاءة بصلة، وإنما تولت تلك المناصب بسبب نظام “الترقيات” التابع لوزارة الخدمة المدنية والبعض توارثوا المناصب، وهذا لا يمكن أن يتوافق مع رؤية 2030م، واعتماد وزير الرياضة على تلك الكوادر التي وجدها بالوزارة لا يعفي سموه من تحمل المسؤولية لغياب البحث عن كفاءات مؤهلة من خارج الوزارة تقود عملية التطوير التي ينشدها ولي العهد ومن الصعوبة بمكان أن تستعين بمن فشل سابقًا أن يحقق النجاح لاحقًا..!
ختامًا لا بد من الإشارة إلى الموقف الإيجابي للشيخ أحمد الفهد، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الذي قرَّر “قرن” التصويت على الاستضافة إلى دورتين 2030 و2034 بعد تنافس الرياض والدوحة فقط والخاسر منهما يستضيف دورة الألعاب 2034 بدلاً من تصويت جديد بين مدن أخرى تنافس على الاستضافة، هذا القرار أنقذ وزارة الرياضة من خيبة الفشل الكامل.
وعلى دروب الخير نلتقي،،