2020-12-29 | 00:37 مقالات

تغريدات

مشاركة الخبر      

اليوم موعد التغريدات، تويتر هذا الأسبوع كان مليئًا بالتغريدات التي تحدثت عن لقاح كورونا، اللقاح الأمل كي تعود الحياة إلى سابق عهدها. هذا ما صرنا نطمح إليه بعد أن كنا نشتكي كثيرًا من “سابق عهدها” قبل كورونا، هذه من طبائع الإنسان، لا يعرف قيمة ما عنده حتى يفقده!
وجود اللقاح ألقى بتأثيره الإيجابي، ليس على الأفراد فقط بل على الاقتصاد أيضًا، بعض الشركات السياحية بدأت الإعلان عن خططها السياحية، السياحة دائمًا مؤشر حقيقي على سلامة الأمور. ابدأ بأول تغريدة وقد تكون موجّهة للذين يقدمون النصائح معتقدين أن تطبيقها أمر سهل، وكل ما يحتاج إليه المرء هو البدء في التنفيذ، وكأن المسألة تبدو بهذه البساطة. هذا ما اقتبسه خالد من كاترين شاندلر “الذين يقولون لك لا تدع الأشياء الصغيرة تزعجك، لم يجربوا النوم مع ناموسة في حجرة واحدة”. أتفق مع هذا الاقتباس، وأظن أن كساد النصائح يعود إلى عدم معرفة كتابها بمشاعر الناس حين يقعون تحت تأثير الأشياء التي تبدو صغيرة، لكنها ليست كذلك، بل تمامًا مثل تأثير الناموسة التي قد تحول غرفة فندق خمسة نجوم إلى ليلة في الأدغال!، حساب وليم شكسبير غرد بمقولة مفيدة، ولا أدري إن كان وليم شكسبير هو القائل، أم أن من يدير الحساب هو من كتبها، “اعتدل في كل شيء، إلا في كرامتك، اطغى” حتى وإن لم يقلها شكسبير، المقولة ذات مردود عالٍ للإنسان إن طبقها، فخسارة الكرامة في حقيقتها هي خسارة الإنسان لنفسه، أما الحفاظ عليها فيعادل الحفاظ على رأس المال، يكفي هذا الشعور الحقيقي وهو الأهم. معالي المستشار تركي آل الشيخ غرد عن تجربة من تجاربه في الحياة، وتغريدته نتيجة خبرة في الحياة والعمل والمسؤولية والشهرة كذلك “تعلمت من الحياة أن الغرور والعناد مقبرة لصاحبها، وتعلمت أن الريح إذا صارت ضدي أنحني لها لأتجاوز العاصفة، والضربة التي لا تكسر ظهري تقويني”. حساب صاحبه اسمه فهد، غرّد بقصة من التراث العربي، تظهر مقدرة الذين يستطيعون الحفاظ على ذكائهم وهم في أقسى الظروف، وأظن أن هذا هو أفضل الذكاء “سخط الرشيد على حميد الطوسي فدعا له بالنطع والسيف - وهو واقف - فلما أخذ من بين يديه لتُضرب عنقه، بكى حميد، فقال الرشيد ما يُبكيك، أجزعًا من الموت؟ قال: لا، ولكن أبكي أن أخرج من الدنيا وأمير المؤمنين ساخط! فضحك هارون وأنشد: إن الكريم إذا خادعته انخدعا”.