كلام في الفن

ـ لم يؤثر فيروس كورونا طوال العام الماضي في الإنتاجات الغنائية، لكنه أثَّر في الحفلات والدخل العائد منها للفنانين، أما الأغنية فلم تتأثر، بل زادت إنتاجات المطربين، خاصةً المشاهير، فمعظمهم صار يمتلك استديو صوتيًّا في بيته، وكل ما يفعله هو “تركيب” صوته على الموسيقى التي تُبعث إليه من الموزع الموسيقي الموجود في القاهرة، أو البحرين، أو من أي مكان.
هذا من أفضال التقنية التي اختصرت على الفنان مشاوير السفر، لا سيما إلى القاهرة.
مَن تأثر هم الفنانون الذين يصنَّفون على أنهم بالمستوى الثاني والثالث b وc، هؤلاء أثَّر كورونا فيهم، لأنهم غالبًا ما كانوا يعتمدون في دخلهم المالي على الحفلات في الأعراس والمطاعم.
ـ ألبوم رابح صقر الجديد، الذي صدر مع بداية العام الجاري 2021، كان نتاج عمل استمر طوال عام كامل، أي منذ بداية الجائحة. ومع صدور الألبوم، كانت هناك تعليقات عدة من كبار الشعراء والموزعين الموسيقيين، ليس عن أغنيات الألبوم، بل عن رابح صقر بوصفه فنانًا مجددًا ومتفرِّدًا. جميع هذه التعليقات أنصفت رابح، الذي استمر في عطائه دون توقف طوال 40 عامًا. أستطيع القول إن أشد ما واجهه خلال مسيرته كان غيرة زملائه الشديدة، بل الشديدة جدًّا، للدرجة التي كانت فيها بعض تصرفاتهم تجاهه أكثر من غيرة فنية، وأظنه كان يرد بالعمل الموسيقي لا بالشكوى ولا البكاء، وهذا ما جعله متألقًا بشكل مستمر. أحد الموزعين الموسيقيين، قال عن رابح مع صدور الألبوم الجديد: إنه بليغ حمدي! أتفهَّم ما كان يعنيه من قدرة لحنية لدى رابح، لكنني أختلف مع الموزع الموسيقي في اختيار بليغ بوصفه مضرب مثل، لأن بليغ إضافة إلى ألحانه العبقرية، كان صانعًا للنجوم، بينما رابح عمل طوال 40 عامًا ليصنع نفسه فقط نجمًا كبيرًا، وقد فعل.
ـ في عام 2020 استمعت إلى أغنية “اشتقت لك” لأصالة نصري، من كلمات العالية، وألحان ياسر بو علي. في هذه الأغنية استمعت إلى أصالة كما لم أستمع لها طوال 25 عامًا عندما كانت تغني من أجل الأغنية لا من أجل استعراض صوتها، ملتزمة باللحن دون إصرار منها على إظهار طبقاتها العالية، ولا في إقحام العُرب الصوتية. أحب صوت أصالة الهادئ، والمنفعل من اشتعال اللحن. لم أعرف كيف أفسِّر لها ذلك عندما استضفتها قبل نحو 20 عامًا. سألتها إن كانت تتقصد استعراض إمكاناتها الصوتية الكبيرة؟ فأجابت: “ليش شو فيه عندي غير صوتي أستعرض فيه؟!”.