2021-01-22 | 00:18 مقالات

تصنيفات التجار

مشاركة الخبر      

أعرفه منذ 24 عاماً، أصبح صديقي منذ المكالمة الهاتفية الأولى، وقبل أن نلتقي وجهاً لوجه، هذا ما يسمى بكيميا الأرواح عندما تتمازج، ولأننا لا نلتقي إلا مرة واحدة كل عام أو عامين، بسبب عيش كل واحد منا في بلد.
كنا نحرص على أن نبقى سوية طوال المدة التي نكون فيها في مدينة واحدة، منذ ثلاثة أسابيع، وأنا ألتقيه بشكل يومي، هذه المرة صار يحدثني عن أعماله التجارية التي لم أسأله يوماً عنها، ووجدتها فرصة لكي أقول له عن تجاربي التجارية الفاشلة، محاولاً أن أستثمرها بالضحك على الأقل، بعد أن قصصت عليه القصص، قص هو أيضاً قصصه، لكنها لم تكن مضحكة، بل ملهمة، لم يتقصد أن يظهر ملهماً، لكن التفاصيل كانت تشير إلى مكافح ذكي، بدأ عمله صغيراً يبيع زينة السيارات عند إشارات المرور، ثم تصاعدت الأحوال معه عبر سنوات، ثم عمل تحولاً جذرياً في تجارته عندما انتقل برشاقة إلى نشاط تجاري مختلف وأفضل ليحقق فيه نجاحاً كبيراً، وليصل إلى النجاح الذي هو فيه، ومع قولي له بإنني على دراية كاملة بأن طريق التجار لا يصلح لي، ولن أخوض غماره بعد تجاربي الصغيرة، إلا أنه حرص أن يذكر لي أنواع التجار، لكي أنتبه إذا ما قررت يوماً العودة مجدداً إلى محاولاتي التجارية، على أن أكتب ما سيقوله لكي أحتفظ به ولا أنساه.
ـ تاجر أهبل: هو رجل “ضرب” الحظ معه في سلعة ما، وباع منها الكثير، لكنه أضاع كل شيء لسوء تصرفاته لاحقًا، لأنه “أهبل” وخسر كل شيء.
ـ تاجر وارث: هو تاجر ورث التجارة من عائلته التي أسسته بطريقة صحيحة، غالباً يحافظ على أعماله ويطورها، لأنه ابن المهنة، كما أنه سيورثها لأبنائه كما فعل والده معه.
ـ تاجر محظوظ: هو الذي يحالفه الحظ، لكنه يركب الموجة ويستثمرها بنجاح ويستمر بنجاحاته ويصبح تاجراً.
ـ تاجر شاطر: هو الذي بدأ بنفسه، معتمداً على شطارته، وقوة تحمله وطول صبره، ينجح فيطور ويستمر، يقع ويعود ويقف، كوّن خبرته بتجاربه وبتجارب غيره، لاحقاً سيورث أبناءه ليصبحوا تجاراً وارثين.
كان حديثه ممتعاً، وبعد أن شكرته على هذه المعلومات وعلى أسلوبه السلس، نظر نحوي وقال: أي التجّار أنت؟ لم أتردد بالقول: الأهبل.