2021-03-19 | 01:12 مقالات

لا صوت ولا صورة يا غانم

مشاركة الخبر      

يتباهى المشرف على القنوات الرياضية السعودية الزميل غانم القحطاني بإحصائية مشاهدات اليوتيوب في الجولة 23 من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، ووصولها إلى معدلات قياسية بإجمالي 8 ملايين مشاهدة، كان للهلال نصيب الأسد منها، رغم وجود مباريات كلاسيكو جمعت الاتحاد والشباب، وآخر جمع الأهلي والنصر، وهو ما يؤكد مدى شعبية وجماهيرية الهلال، كونه يغرد خارج السرب، وهي حقيقة لا تقبل الشك، وليست محل جدل أو حتى تقبل المناقشة، فالأمر محسوم.
وبالتأكيد أن الأرقام التي دونها الزميل غانم القحطاني عبر حسابه الخاص في تويتر تدعو للفخر بلاشك، ولكنها في نفس الوقت تفتح الباب على مصراعيه للكثير من الأسئلة التي لم تلق لها جواباً حتى الآن، وهل القنوات الرياضية السعودية، وهي تحظى “بمنحة” النقل الحصري لدوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، قد نجحت في تقديم محتوى يتناسب مع قيمة هذا الدوري الذي يراد له أن يكون ضمن أفضل 10 دوريات في العالم.
الإجابة بلا شك متشعبة، ولكنها في نفس الوقت تحمل الكثير من التقصير الذي أصبحت عليه القنوات الرياضية السعودية كناقل حصري، وما يقدم حتى الآن لا يتوازى إطلاقاً مع أهمية الدوري السعودي، فكل ما في الموضوع، مجرد نقل مباشر للمبارايات، وبرنامج واحد حواري لا يختلف أبداً عما تقدمه أي قناة أخرى لا تمتلك الحقوق الحصرية.
وحتى النقل التلفزيوني للمبارايات أصبح مصاباً بـ”متلازمة السوء”، ولا يقارن بما نشاهده في دوريات دول مجاورة.
وهل تتصور أن تكون ناقلاً حصرياً لدوري بأهمية الدوري السعودي، وأنت مع الأسف لا تقدم ولا برنامجاً فنياً واحداً خاصاً بمنافسات الدوري.. وكل الحكاية استديو تحليلي يبث على عجل، يفتقد مقومات الجذب، وكأنه تأدية واجب لا أقل ولا أكثر.
ولا أظن المشاهد السعودي بعد أن أصابه اليأس يرفض أن يدفع مبلغاً مالياً رمزيّاً مقابل الحصول على نقل رائع مدعوم بتقنيات متطورة، على غرار ما يحصل في دولٍ مجاورة، بدلاً من الصبر على مثل ذلك النقل الباهت الذي شوّه الدوري، وأفقده الكثير من جمالياته.
وهل يعقل أن يكون أقوى دوري عربي لا يوجد به سوى المعلق فهد العتيبي، وهل بات المشاهد مرغماً على “كتم” الصوت مع المعلقين الآخرين، خاصة مع عبدالله الحربي وعيسى الحربين، اللذين مع الأسف قدما صورة باهتة جدّاً، ومع ذلك ظل الأمر كما هو لدى المشرف على القنوات الرياضية السعودية، ولم يحرك ساكناً، فلا نقل ولا معلقين ولا برامج متخصصة فنياً، مجرد ناقل حصري والسلام.