اقطعوا
دابرها
في يناير الماضي، أوقفت لجنة الانضباط والأخلاق بالاتحاد السعودي لكرة القدم، لاعب فريق الكوكب عيساكا أودو عن أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة 6 أشهر، إثر اعتدائه على الحرمة الجسدية للاعب أحد، مع تغريمه 50 ألفاً.
وهو القرار الذي كان محل ترحيب جميع الرياضيين ومتابعي كرة القدم السعودية، فالكل يريد مشاهدة كروية نظيفة وخالية من التجاوزات والحركات “السيئة”، حيث كان قرار لجنة الانضباط حازماً وصارماً، وفق القوانين واللوائح، ومحاولة منها على الأقل اجتثاث مثل تلك الحركات المتجاوزة.
ومع الأسف الشديد، ورغم العقوبة الصارمة والمستحقة، تكررت التجاوزات والحركات السيئة من جديد، وعلى مسمع ومرأى الجميع في مواجهة النصر والفيصلي، وأفرزت ردود أفعال عنيفة، حول كيفية قطع دابر مثل تلك الحركات، وإيقاع العقوبات الرادعة لأي تجاوز ولأي حركة مسيئة، يكون فيها القرار واحداً وعادلاً بين الجميع، لاتمييز فيه بين هذا اللاعب أو ذاك.
الغريب، أنه وفي معمعة الاستنكار والانتقادات الواسعة، لما حدث من تجاوزات وخدش للحياء، يأتي من يحاول التبرير، ويسعى لتمييع ماحدث باجترار تجاوزات ماضية، بل إنه لم يكتف بذلك، حيث تجاوزه بالهجوم على كل منتقد لتلك الحركة. وهو قفز على الحقيقة وتبرير سقيم، لا تقبله ولا تحتمله المنافسات الرياضية ولا مسابقاتها الكروية، ويكشف بوضوح خللاً كبيراً في عقول متبني مثل هذه الآراء.
ولأن القرار أصبح في عهدة لجنة الانضباط، لاشك أننا على يقين تام أنها لن تترك مساحة للعبث لأي كان، وستكون قادرة على تطبيق القانون “الموس على كل الرؤس”، ولايمكن لهذه اللجنة تجاوز ماحدث في مواجهة النصر والفيصلي، وهي نفسها من أوقفت لاعب الكوكب عيساكا أودو.
رئيس النصر مسلي آل معمر كان قد أورد تغريدة عبر حسابه الشخصي في تويتر: “لا عقوبة بشبهة إما إدانة أو براءة.. والشك يفسر لصالح المتهم”..
لو “ثبت” لنا تجاوز من أي لاعب نصراوي سنعاقبه قبل لجنة الانضباط..
سنستأنف ضد قرار إيقاف حمد الله، لأنه لم تطلب إفادته، ولم تحدد ماهية مخالفته.. ولأن لدينا مشاركة وطنية تتطلب التركيز من الإدارة وجميع اللاعبين”.
وأحب أن أهمس في أذن زميلي الإعلامي السابق ورئيس النصر الحالي مسلي وأخبره بأن كاميرات الناقل الرسمي قد وثقت كل شيء، وكنت أتمنى أن تكون مبادراً بإصدار العقوبة، بدلاً من الدفاع والاستئناف، ومهما كان حجم المشاركة وأهمية المنافسة، لايكون مبرراً لما شاهدناه.
وأرجو ألا يأتي اليوم الذي نقول إن مسلي لم يعد هو مسلي الذي عرفناه وأحببناه.