لغة
المستقبل
استطاع شاب صيني متخصِّص في تسويق المنتجات على الإنترنت بيع منتجات بأكثر من 300 مليون دولار أمريكي. فعل “شينبا”، ولقبه “ملك مبيعات البث المباشر”، ذلك خلال 12 ساعة بث فقط. المدهش أنه باع في نصف يوم ما يبيعه “مول” كامل بجميع محلاته وموظفيه خلال عام كامل! ما الذي يحدث؟ لا شيء أكثر من أن الإنترنت غيَّر الزمن، وأحدث تحولًا في حياة الإنسان إلى الأبد. وماذا عن مستقبل المحلات التجارية في الشوارع الرئيسة؟
أعتقد أن ما يقوله بعض المختصين في أن معظمها سيتحول إلى مطاعم ومقاهٍ صحيح. نستطيع أن نشاهد تزايد أعداد المقاهي والمطاعم، لكن هل يعني هذا أن مشروعات المطاعم والمقاهي ستكون ناجحة؟ ليس دائمًا، لأن المنافسة كبيرة، ولن ينجح الجميع. لا أريد أن أكمل الحديث عن المحلات التجارية ومستقبلها، فلا أعرف أكثر مما قلته، بل في ما حلَّ بالعالم من تحوُّل تقني خلال 20 عامًا، للدرجة التي أصبحنا فيها نشاهد الأجهزة الإلكترونية التي صُنِعَت في ذلك الوقت متخلِّفةً أمام الهاتف الصغير، الذي اختصر المكتب بكامل أجهزته في شاشة قياسها سنتيمترات عدة! أما معظم السيارات التي في الشوارع الآن، فسيتحول نصفها على الأقل وخلال 15 عامًا إلى سيارات كهربائية، وسننظر إلى السيارات التي نقودها اليوم ونحن سعداء بتقنيتها كما ننظر الآن للأجهزة القديمة، مثل الفاكس الذي ما زلت أتذكر دهشتي به عندما شاهدته للمرة الأولى، والهاتف الأرضي الذي نادرًا ما يستخدم، والتلفزيونات القديمة التي صار يجمعها محبو جمع القطع القديمة. المقبل سيكون مدهشًا تقنيًّا، لأن مكاتب براءات الاختراع في العالم تسجل ما يقارب من مليوني براءة اختراع في العام الواحد. معظم هذه الاختراعات هي اختراعات تقنية، منها ما هو جديد كليًّا، ومنها ما هو تطويرٌ لاختراعات سابقة. هل تتذكرون حلمكم في امتلاك سيارة طائرة؟ الحلم الذي كثيرًا ما راودنا في الطريق ونحن نقف وسط الزحام ننتظر الإشارة الخضراء. أظن أن تحقيق هذا الحلم سيكون واقعيًّا، وسيتمكن أطفال اليوم من قيادة تلك السيارات الطائرة، خاصةً أن هناك نماذج أولية قيد التجارب، لكنها ستصبح في السنوات المقبلة حقيقةً على أرض الواقع. قبل أيام عندما شاهدت صدفةً إحدى هذه التجارب، تأكدت أن الأحلام في لغة العلم هي الخطوة الأولى للمستقبل.