2021-04-11 | 23:32 مقالات

أيام ليست كبقية الأيام

مشاركة الخبر      

غداً هو أول أيام الشهر العزيز على قلوبنا، رمضان كريم ومبارك عليكم الشهر الفضيل، أعاده الله بالسعادة، سأكون ضيفاً رمضانياً على هذه الصفحة بإذن الله، وأود أن أوجه تحية لأديبنا الكبير فهد عافت الذي يملأ “البلكونة” دائماً بحروف من ورد ورياحين.
ـ كلما تقدمت في السن كلما فهمت معنى رمضان، وتحسرت على تلك الأيام التي فطرت فيها إما متمارضاً أو متدارياً عن العيون، كانت طفولية، اختطاف شربة ماء مع مسح الفم عدة مرات ومحاولة إظهار الوجه مجهداً من أثر الصيام! لم أفعل ذلك في كل أيام الشهر الكريم، أربعة أو خمسة أيام أو ستة طوال شهر رمضان، حسب ما تسمح الظروف وحالة الضمير، أكثر ما يألمني الآن عن الأيام التي ادعيت فيها بأنني صائم هي ابتسامة والدي الراضية والتشجيعية لابنه الصغير الصائم، كنت طفلاً.. لكنني لم أكن طفلاً عندما كنت أفطر عدة أيام من رمضان قبل أن أبلغ العشرين.. نفس المشاهد.. اختطاف شربة ماء مع إظهار الوجه مجهداً.. بقيت تلك الأيام تذكرني بضعفي وحماقتي ذلك الوقت، كتمت ما فعلته في تلك الأشهر الرمضانية سنوات طويلة حتى التقيت بأحد الزملاء.. كان رمضان على الأبواب وكان الحديث عن أيامه المتميزة، نظر نحوي وقال متحسراً: تصدق لما صار عمري عشرين كنت أسوق السيارة أكثر 100 كيلو علشان أفطر.. لأنني على سفر!
ـ اليوم وفي كل شهر رمضان أنظر إلى أيامه على أنها أيام لا تعوّض، سواء في الصيام والعبادات، أو في الشعور بأهمية استيعاب معناه وفوائده الكبيرة في تهذيب سلوك الإنسان، لا يعني الامتناع عن تناول الطعام والشراب أننا صائمون، قد نكون صائمين عن الطعام، لكننا قد لا نكون ملتزمين في الشروط الأخرى من أخلاق عالية وصبر طويل، رمضان شهر يؤهلنا لبقية شهور السنة، ولا علاقة له بما روجت له الإعلانات وجعلت منه شهر الأكل وتنوع المنتجات الغذائية على سفرة الطعام وزيادة الوزن في الوقت الذي نصوم فيه، ولا علاقة لرمضان على أنه شهر تلفزيوني لأن القنوات العربية ضعيفة في الإنتاج ولا تستطيع أن تنتج مسلسلاتها طوال السنة فركزت على شهر رمضان وجعلت منه في ذاكرة الناس على أنه شهر نجوم التلفزيون وضحايا الكاميرا الخفية.
ـ ومضة لصلاح جاهين:
لا تجبر الإنسان ولا تخيّره
يكفيه مافيه من عقل بيحيّره
اللي النهارده يطلبه ويرضاه
هو اللي بكره حيشتهي يغيّره!
عجبي..