ثراء الهلال وديون النصر!
التاريخ يُثبت للأجيال السابقة والحالية أن نادي الهلال لم يشهد تاريخه أي أزمة مالية مؤثرة على مسيرته ككيان، حيث حظي بدعم على مختلف الأصعدة من قبل محبيه، ويا “كثرهم” تجدهم في كل مكان وفي كل وقت، ما ساهم في تخطي أي هبوط طبيعي لفريق كرة القدم على مستوى النتائج والبطولات.
نادي الهلال ظهر ثريًا وبقى ثريًا وما زال على مدار عقود مرت خلالها أزمات اقتصادية كبيرة، إلا أن الهلال بقي كما هو صاحب أكبر الصفقات على مستوى اللاعبين المحليين والأجانب، بدأها بنجم البرازيل ريفلينو قبل أكثر من أربعة عقود، وآخرها أول أمس صفقة المالي موسى ماريجا بقيمة تقارب الـ 15 مليون يورو حسبما تناقلته الصحف، فيما صفقة البرازيلي تاليسكا قيد التفاوض بقيمة لا تقل ايضًا عن 15 مليون يورو، هذا يحدث والعالم ما زال لم يتعافَ بعد من جائحة كورونا، التي أثَّرت على كل اقتصاديات العالم.
على النقيض تمامًا منافسه التقليدي وجاره في العاصمة الرياض ومنذ تأسيسه لم يعرف “رغد العيش” إلا في بضع سنوات متقطعة تُعد على أصابع اليد الواحدة طيلة تاريخه الممتد لما يزيد على ستة عقود، وكثيرًا ما تلازمه الأزمات المالية ويخرج من عنق الزجاجة، إلا أنها أثرت كثيرًا على مسيرة الفريق الأول وكلفته خسارة عشرات البطولات التي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها.
بالأمس أطل رئيس النصر مسلي آل معمر في أول ظهور فضائي له، ليعلن عن أزمة النصر المالية التي تقارب الربع مليار رقم كبير، إلا أنه خبر لم يعد مفاجئًا لجماهيره، بعد أن أصبحت تلك الأزمات عادة ملتصقة بنادي النصر على مدى تاريخه في ظل الضخ المالي الكبير الذي يقدمه أعضاء شرفه آخرهم الرمز الأمير خالد بن فهد، الذي ما زال يقف مع النادي، مع تكفله بحل الأزمة المالية الحالية، حسب ما صرح به رئيس النادي.
الأندية السعودية الجماهيرية باستثناء الهلال تعيش في أزمة مالية ما أن تخرج منها إلا وتعود لها مرة أخرى لأجل أن تبقى في أجواء المنافسة، ورغم ذلك بقوا صامدين أمام الهلال بل وتفوقوا عليه في مواسم عدة رغم فارق الإمكانات.
وزارة الرياضة عليها مسؤولية كبيرة لحفظ التوازن المالي للأندية، وأن تقف بجانب الكيانات لحمايتها من الانهيار، وأهمها الأندية الجماهيرية، وعلى الوزارة العمل مع الأندية لتهيئتها نحو التخصيص الذي يُقلل الفوارق كثيرًا بين الهلال وبقية الأندية المنافسة لأجل مصلحة كرة القدم السعودية.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،