تغريدات
الطائر الأزرق
اليوم موعد تغريدات الطائر الأزرق تويتر، وتويتر هذا الأسبوع تزيّن بتغريدات السعوديين الذين ردوا على وزير خارجية لبنان، وزير من بلد شقيق ظن بأنه يعايرنا إذا ما وصفنا بالبدو، لا يدري بأننا نكتب الأشعار لنصف أنفسنا بالبداوة، ونؤلف كلمات الأغاني لتكون أغاني فخر في بداوتنا، لا أعلم إن كان الوزير قد استقال فعلاً بعد أن شاهد كم الردود الضاحكة.
الرائع في السعوديين أنهم لم يقولوا شيئًا ضد لبنان واللبنانيين، لأنه بلد شقيق، كما أن ثقافة الوزير لا تمثل ثقافة الشعب اللبناني، أعان الله لبنان فيما يمر فيه، لا يمكن لشعب أن يستقر ويستمتع بخيرات بلده طالما تواجدت فيه الأحزاب، والأحزاب في كل بلد تبحث عن مصالحها الخاصة ومصالح من يمولها ويحركها من بعيد.
لن أختار شيئًا من تغريدات السعوديين وحتى الخليجيين في ردودهم على الوزير، تكاد تكون كلها رائعة، لكنني سأختار تغريدة للزميلة منتهى الرمحي، تغريدة قصيرة تصف بكلمات معدودة نهضة الدول الخليجية التي ينتمي الكثير من سكانها إلى قيّم البداوة الأصيلة، كما أنها توضح الفارق بين الواقع السعيد الذي يعيشه أهل الخليج بسبب حكمة قياداتهم، وبين من أضاعوا بلدانهم ومستقبل شعوبهم “في ناس بدو.. وناس لسه ما بدو”.
لبيب صاحب حساب شهير على تويتر، ويترجم من الإنجليزية إلى العربية ما هو مفيد وغريب، غرد عن حكمة إنجليزية وعلَّق عليها “تقول الحكمة الإنجليزية: لا تقارن الفصل الأول من حياتك بالفصل العاشر من حياة الآخرين. كثير من الناس يرى الناجح ويريد أن يكون مثله صباحًا، الحياة ليست بهذه الطريقة، والمقارنة غير العادلة في توقيتها ولا فرصها ستثبطك وتجعلك تمضي وقتك في جلد ذاتك”، في أعماق هذه الحكمة الإنجليزية وصية مهمة: طالما تسير على درب هدفك، حاول أن تستمتع بالرحلة وانظر إلى الجمال من حولك، يكاد يكون مرورك هو تجربتك في الحياة فاصنع لنفسك أوقاتًا سعيدة وذكريات جميلة وقيّمة.
حساب “غلاف” غرد عن المرأة إذا أحبت، وكيف أنها قادرة إعطاء حبها كل الولاء، وتقدم في سبيله التضحيات بصورة أسطورية، وهي نفسها إذا ما فقدت مشاعرها تجاه هذا الحب تتصرف بنقيض ما كانت تقدمه وتعيشه، قد يكون السبب لأنها إذا ما أحبت فإنها تحب بصدق، وإذا ما فقدت الحب تفقده بصدق “عندما تحبك المرأة فهي تستطيع أن تأتيك من باريس لتلبي دعوتك على فنجان قهوة في الشام، وحين يصُّد قلبها عنك فهي أكسل من أن تناولك علبة السكر”.
حساب روائع الفن غرد عن مارادونا وعن قدوته في كرة القدم، التغريدة فيها الكثير من الإنصاف، وكيف ممكن أن يكون القدوة في كرة القدم ليس بلاعب كرة قدم “كان أبي فقيرًا ويذهب للعمل من الصباح حتى الليل، كان يعمل أعمالاً شاقة، لكنه بعد أن يعود إلى المنزل كان يخبرنا بأنه كان في نزهة ليجلب لنا ألعابًا نلعب فيها، وكان حريصًا في نهاية كل شهر أن يكمل لي مستلزماتي في لعب كرة القدم، عندما أصبح عجوزًا أصبحت أرعاه أكثر من أطفالي لأنسيه مرارة تلك الأيام الشاقة، من الوقاحة أن أعتبر أحدًا آخر قدوة لي غيره، إنه الشخص الوحيد الذي قدم لي الكرة لأداعبها وشجعني على لعبها”.