العالم الذي نعيش فيه
ـ مقال اليوم عن بعض الأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام، ولابد من وجود خبر عن كورونا، أو ما صنعته كورونا، هذا هو الواقع. في بداية الجائحة كنت أنتقد كل مَن يقول: إن العالم قبل كورونا لن يكون كما قبل كورونا. كنت أتهمهم بأنهم معجبون بفخامة الجملة، لذا كانوا يرددونها، ثم اكتشفت أنهم على حقٍّ كامل، وكنت على جهل أكمل.
قد يكون اعتراضي على مقولتهم أنني كنت أرفض الواقع الجديد، وأطالب ببقاء الحال كما كان قبل كورونا، الحال الذي طالما اشتكيت وتذمَّرت منه، ثم صرت أراه مثاليًّا، وأتمنى عودته لأنني فقدته. في الهند، التي تعاني ما تعانيه من الجائحة، أصرَّ أحدهم، بعد إلحاح من خطيبته، على إقامة حفل زفافه، على الرغم من منع حفلات الزواج، وكيلا تأتي الشرطة وتمنع تنظيم الحفل، قام من أجل خطيبته باستئجار طائرة خاصة، ودعا 160 شخصًا! أقلعت الطائرة من مدينة لأخرى، وأقيم حفل زواجهما أثناء الرحلة. انقسم مَن قرؤوا الخبر إلى قسمين، النساء علَّقن بأنه رومانسي ومحبٌّ لزوجته، أما الرجال فجاءت بعض تعليقاتهم: “بكره تندم يا جميل”! لا أظن بأنه سيندم على زواجه، فالرجل في الحياة مهما زادت أشغاله، وكثر أصدقاؤه، يبقى في حاجة ملحة إلى رفيقة درب، وأظن بأن العريس الهندي، الذي خالف القانون، عمل على تطبيق المثل القائل: “كل ممنوع مرغوب”. لماذا يهتم بعضهم بما هو ممنوع؟ هل هي حالة نفسية؟ إن كانت كذلك، فهي تحتاج إلى علاج، والعلاج في مخالفة القانون، هو السجن، وليس شرب “حبتين” بعد تناول الطعام. يقال: إن الشرطة قبضت على العريس بينما لاذت زوجته بالفرار قائلة: “ما أعرفه!”.
ـ عجيب أمر الحب، فيه من القوة ما لا تصدُّه العواصف ولا الظروف، وفيه من السحر ما يقود عقل الإنسان وقراراته واتجاهاته، ويقال: إن المرأة إذا أخلصت في حبها، فإنها لا توازي أي شيء آخر بهذا الحب. ويقال: إنها إذا صدَّت صدًّا حقيقيًّا عن الحب، فإن كنوز الدنيا لن تعيد شيئًا منه إلى قلبها. الأمريكية كاسي يونج سافرت مع خطيبها من كاليفورنيا إلى كوريا، ووضعت وخطيبها قفلًا حديديًّا على أسوار قمة برج “إن سول”، ومن عادة العشاق هناك أن يضعوا قفلًا حديديًّا على أسوار البرج بوصفه تعبيرًا عن متانة حبهم. بعد عودة كاسبي وخطيبها إلى أمريكا وقع خلاف، أزال الحب من قلبها، ولكي تثبت لنفسها بأنها تخلصت تمامًا من كل ما في قلبها، سافرت إلى كوريا مجددًا قاطعة 6000 ميل لكي تقطع القفل. صوَّرت كاسي رحلتها، وشاهدها أكثر من ثمانية ملايين شخص، تعاطف معها معظمهم. بعض الرجال حاولوا الدفاع عن خطيبها، ومن عادة معظم الرجال أن يتفقوا ويتحدوا إذا كان الحديث عن المرأة، لكن دفاعهم كان ضعيفًا عندما كتب بعضهم: “أنتِ تقطعين القفل الذي لم تدفعي ثمنه!”.