تغريدات
الطائر الأزرق
اليوم موعد تغريدات الطائر الأزرق “تويتر”، بالأمس توقفت وأنا أقرأ خبراً عن التطبيقات وعن العالم الافتراضي، تساءلت إن كانت تطبيقات مثل تويتر والإنستجرام مازالت عالماً افتراضياً، أم أنها أصبحت عالمنا الواقعي، فهذه التطبيقات صارت مصادرنا الإخبارية والاجتماعية، ونقاسمها أوقاتنا بشكل يومي، كما أن كل الدوائر الرسمية والشركات التجارية تتعامل مع مراجعيها عبر التطبيقات، فهل يصّح أن نُبقي مسمى العالم الافتراضي؟
أبدأ تغريدات هذا الأسبوع بتغريدة لسلطان الشدادي “يهزمك المهذب ولو كانت حجتك أقوى”، تغريدة منصفة لأصحاب الأخلاق الرفيعة، المتميزون بالقوة الناعمة، أسوأ لحظات حياتي التي تؤلمني إذا تذكرتها هي تلك التي تملكني فيها الغضب فساءت فيها تصرفاتي، ولكي أكون أكثر صراحة: ساءت فيها أخلاقي، يجتاحني الندم والحزن كلما تذكرتها. عبدالكريم اقتبس مقولة لمارك توين، فيها الكثير من الحقيقة عن رضى بعض الناس الدائم عن أنفسهم، وعن حبنا لكل من يوافقنا آراءنا “إننا نحب كل شخص يقول لنا رأيه بصراحة، إذا كان هذا الرأي يتفق مع رأينا” الخطورة هنا أن الإنسان يحرم نفسه من فضل الناقد عليه، الذي يريه الضعف لكي يتجنبه، أظن بأنني واحد ممن يندرجون ضمن مقولة توين في الكثير من الأحيان.
محمد المقحم غرّد عن ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على سلوك الإنسان في فصل الصيف “الرجل الذي أحبته فيروز في الصيف إنسان عظيم” أتفق مع محمد أن حبيب فيروز إنسان عظيم، لأنه استطاع أن يصمد ولا ينتزع منه لهيب الصيف صفاته التي جعلت من فيروز تحبه في هذا الموسم الحار، أظن بأن معظم المشاكل والتلاكم بين الناس يقع معظمها في فصل الصيف.
المخرج المصري عَمرو عرفة غرّد عن الناس “الحلوة” وعن تأثيرهم الإيجابي الساحر، هؤلاء استحقوا وصف صنّاع السعادة، من صفاتهم أنهم أقوياء للدرجة التي يستطيعون فيها اخفاء كل أحزانهم، حتى تظن بأن الحزن لم يمرَهم يوماً، عمر غرّد بلهجته المصرية “فيه ناس حلوة قوي في الدنيا، ناس اتخلقت تسعد اللي حواليها، ناس ما تعرفش تقول كلمة بايخة أو تعليق جارح، ناس عاوزة تدي ما تاخدش، الناس دي لما تشوفها معديّة تبقى نفسك تقلدها من كتر ما بتحبها”. حساب “كتابات معبرة” غرّد بنصيحة قال بأنها نصيحة العمر “لا تصدقوا الكلام الطويل والحلو، خذوا الحقيقة من أفواه المواقف وانتهى”.
آخر تغريدة اخترتها لهذا الأسبوع عبارة عن اقتباس لمحمود درويش غرد به الأستاذ هاشم الجحدلي، كنت أعتقد بأن الوسط جميل في كل حالاته، لكنني غيرت رأيي بعد هذه الكلمات “لا أنت بعيد فأنتظرك، ولا أنت قريب فألقاك..، ولا أنت لي فيطمئن قلبي ولا أنا محروم منك لأنساك، أنت في منتصف كل شيء!”.