تغريدات الطائر الأزرق
اليوم موعدنا مع تغريدات الطائر الأزرق، لاحظت أن بعض الحسابات التي تغرد بأقوال المشاهير، أو بالكلمات التي تعبر عن قسوة الحبيب وخيانة الأصدقاء، حصلت على مئات الآلاف من المتابعين، قد تكون تغريدات هذه الحسابات تعبر عن أفكارهم ومشاعرهم، لكنها لا تكشف لهم الحقيقة.
حقيقة أن الإنسان بطبعه يفضّل نفسه فلا يرى أخطاءه بحجمها الحقيقي، أو أنه يستصغرها طالما أنه هو فاعلها، أما إن كانت من غيره فالويل له، يقول سقراط في ذلك “يميل الناس إلى المبالغة في كل شيء، إلا أخطاءهم يرونها لا تستحق النقاش”، آمل أن سقراط قد قال ذلك فعلاً، ففي عالم السوشال ميديا نادرًا ما يُكتب المصدر.
عمومًا لن يضعف المعنى إن لم تكن المقولة لسقراط، لدي مقولة أخرى تصلح أن تضمد جراح من آلمته مقولة سقراط، إن كان فعلاً يريد أن يكون واقعيًّا ويرى الأشياء على حقيقتها لا على تبريره، غرد حساب أقوال وحكم الفلاسفة بما كتبه برتراند راسل “مهما كانت الحقيقة غير سارة بالنسبة لك، فمن الأفضل لك أن تواجهها فورًا، وبصورة حاسمة، لكي تعتاد عليها ثم تبدأ بناء حياتك وفقًا لها” آمل ألا أتأخر أكثر إن أردت الاستفادة من مقولة راسل.
لقد أصبحت على مشارف الخمسين.. وكلما تخلصت من مفهوم خاطئ تذكرت بأنني كنت ممن وصفهم المتنبي: وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم! ولا أعلم كم تبقى عندي من اعتقادات خاطئة لكي أتخلص منها وأنضم إلى مجموعة: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله!.
أعود لتغريدات الطائر الأزرق.. بالمناسبة صنفت مجلة فوربس قيمة تطبيق تويتر عام 2016 بـ 15.7 مليار دولار، كان هذا قبل 5 سنوات، ولا بد أن قيمته ارتفعت الآن، كم هو محظوظ جاك دورسي المؤسس المشارك بتويتر، تتضاعف أرباحه وهو يجلس في بيته، كل ذلك من تغريداتنا، ماذا عن التغريدات المليئة بالشتائم والألفاظ الخادشة للحياء، هل تعتبر أرباحه من هذه التغريدات حلالاً؟ واضح أنني “مقهور” من جاك الذي يحقق أرباحه اليومية ويستمتع بملايينه، أظن بأن معظم اللغط والنقد الذي يثار حول شخص ما فيه شيء من غيرة أو حسد!.
حساب روائع الفن يقتبس من حوارات الأفلام، غرد من مشهد لعادل أدهم، وعادل فنان عبقري لأنه وإن كان يمثل أدوار الشر إلا أنه استطاع أن يضحكنا “بأفيهاته” دون أن يضعف حجم الشر الذي يمثله وأثره علينا:
عادل: حد قالك إنك جميلة قبل كده؟
سامية: لا.. انت أول واحد
عادل: أنا مقولتش أنا بسأل بس!
وليد غرد بدردشة بين اثنين أحدهم مفلس، والمفلس ماديًا غالبًا ما تضعف معنوياته، وينخفض صوته، وتقل ضحكاته:
فارس: ليش يا خالد صرت ما تطلع معنا؟
خالد: أنا انطوائي، مغلق على ذاتي، ما أحب الظهور للعلن، عالمي الأصلي عالم الأفكار والمعاني، وأحب الهدوء.
فارس: ما عندك فلوس يعني.. تعال والحساب علينا
خالد: ارسل اللوكيشن.