2021-07-15 | 22:19 مقالات

المفقود في الدوري السعودي

مشاركة الخبر      

تشكل عائدات النقل التلفزيوني الرافد الأساس للأندية في كل الدوريات الكروية، وتساهم في وجود وفرة مالية لها.
ورغم جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية على تلك المداخيل، إلا أن عوائد النقل التلفزيوني ظلت متماسكة لحدٍ كبير في كونها المصدر الرئيس، والممول المالي الأول في مداخيل الأندية الأوروبية، وعلى وجه الخصوص الدوريات الشهيرة “البريميرليغ والليغا”.
وكشفت تقارير لصحفية “ديلي ميل” عن حصول أندية البريميرليغ على أكثر من 2 مليار جنيه إسترليني في موسم 2019، نال فيها بطل الدوري 158 مليون جنية إسترليني، وفق آلية التوزيع المعتمدة، التي أصبح فيها متصدر الدوري الأوفر حظًا بين أقرانه في الحصول على أعلا نسبة من تلك العوائد. والكلام نفسة ينطبق على الليغا الإسباني، وإن اختلفت الأرقام، وآلية التوزيع والمعايير، التي تم إقرارها من قبل روابط تلك الدوريات، ولكنها تتفق على منح أفضلية للأندية المتفوقة، ولا تقوم بتوزيعها بالتساوي كما يحدث في بعض الدوريات، والتي لا تشكل فيها عوائد النقل التلفزيوني أهمية، ولا هي مصدرًا مهمًا لضخ السيولة المالية في هذا النادي أو ذاك.
في الدوري السعودي ـ مثلًا ـ والذي يراد له أن يكون من ضمن أفضل عشرة دوريات في العالم، مازالت عوائد النقل التلفزيوني غير واضحة المعالم، ومرت بتجارب هشة ومتعثرة ما بين “المشفر” و”المجاني”، وجميعها كشفت بوضوح ضعف تلك العوائد، ودللت أيضًا على ضعف رابطة دوري المحترفين، وعدم الاستفادة من أهم مصدر مالي كفيل بضخ مئات الملايين في شرايين الأندية وخزائنها الخاوية والمعتمدة بشكل مباشر على ما تتلقاه من دعم حكومي كبير. ولكم أن تتصوروا أن رئيس رابطة دوري المحترفين لا يعلم قبل فترة وجيزة من انطلاقة الموسم من هو الناقل الحصري لمبارايات الدوري!
وبحسب مصادر الزميلة “الشرق الأوسط” فإن ‏مجموعة “إم بي سي” توصلت إلى اتفاق نهائي مع شركة الرياضة السعودية المنبثقة عن وزارة الرياضة لتقوم ببث البطولات السعودية، بما فيها الدوري وكأس الملك، اعتبارًا من الموسم الكروي المقبل، على أن تكون منصة «شاهد» هي المعنية بالبث.
وهذا الخبر، إن حدث بالفعل، فهو يؤسس لبداية انطلاقة مهمة في تفعيل مداخيل النقل التلفزيوني من خلال التشفير، وإن كان سيشهد اعتراضات يجب تفهمها، كون النقل سيكون عبر تطبيقات عبر شبكة الإنترنت، والتي تتضمن من المساوئ الشيء الكثير، والكل يتذكر كيف كان عليه الوضع خلال التصفيات الآسيوية المجمعة للأندية، التي استضافتها الرياض وجدة في رمضان الماضي، وسيل الانتقادات، التي صاحبت عملية النقل. ويعتقد كثيرون، ولهم وجهة نظرهم، أن الدوري السعودي يستحق نقلًا مميزًا، لا أن يكون عبر تطبيقات.