2021-07-31 | 20:32 مقالات

غيوم للبيع!

مشاركة الخبر      

بعضهم ممَّن لم يحصلوا على المال الوفير، أقول لهم: لعلها خيرة، فوصول المال الكثير، يحتاج إلى استعداد تام، وعقل متوازن، وفي حال عدم توفر هذه المواصفات، سيضيع المال، وتبقى الحسرة.
صدقوني لا أقول ذلك إلا من اطلاع ومعرفة وغوص في قصص أشخاص بدَّدوا أموالهم بعد أن وصلت إليهم، لأنهم لم يكونوا على استعداد للمحافظة عليها، أو تنميتها، أو صرفها بالمعقول، وما كتابتي هذه إلا من منطلق واجبي في نشر النصائح القيِّمة لكل مَن سيرزقه الله المال الكثير، وقد ينتفع بما سأكتبه أحد الذين سيرزقهم الله، فيحافظ على ثروته متأثرًا بما كتبته، ومن يدري فقد يكون كريمًا، وممن يعيدون الفضل لأهله، ويهديني نسبةً من أرباحه. إليكم القصة الأولى، وصحيحٌ أن صاحبها لم يفقد كل أمواله، لكنه في الطريق الصحيح لفقدانها! أعلنت وكالات الأنباء أن مغني الراب والهوب هوب الشهير ليل أوزي فيرت، اشترى كوكبًا، وحصل على لقب أول رجل في التاريخ يشتري كوكبًا فضائيًّا! أول سؤال تبادر إلى ذهني: مَن يملك الكواكب حتى يبيعها؟ الإجابة: هم النصابون. أما زبائنهم فمن أمثال فناننا الهوب هوبي هذا، الذي وجد نفسه خلال سنوات قليلة ثريًّا بعد تحقيقه نجاحات فنية، وتصدُّر أغنياته قائمة الأكثر مبيعًا. هو نفسه الذي اشترى ألماسةً بقيمة 24 مليون دولار لكي يلصقها على جبهته! لن أعدَّ ذلك تصرفًا غبيًّا! لولا موقع الألماسة، لكنه يبقى يمتلك حجرًا نفيسًا، وسأعدُّه استثمارًا في الأحجار الكريمة، لكن شراء كوكب، يبعد 870 سنة ضوئية عن الشمس، و522.6 سنة ضوئية عن الأرض ممن لا يملكون الكوكب، الذي يستحيل الوصول إليه، دليلٌ على أنه غير مستعد للنعمة! صاحبنا هذا قبل شهرته وثرائه، كان يعتقد أنه خير مَن سيحسن التصرف بالمال إذا ما وصل إليه، وسيكون عاقلًا وحكيمًا، ولا ألومه فأنا أعتقد الآن مثل ما كان يعتقد إذا ما صرت ثريًّا، ومَن يدري فقد أفعل أكثر مما فعل، وأشتري القمر، لكنني لن أشتري بعضًا من النجوم تطبيقًا لحكمة الأغنية: “ما دام معاي القمر ما لي ومال النجوم”! لذا أقول لكل مَن لم يحصلوا على المال الكثير والثراء: لعلها خيرة. أما خير ما يفعله الآن مَن يأمل الحصول على الثروة، فهو التدرُّب على التفكير السليم في التعامل مع المال المقبل. بالمناسبة، لدي غيوم للبيع لعدم التفرغ!
القصة الثانية التي تؤلمني كلما خلا جيبي من أي نقود وتذكرتها، هي ما أعلنته أيضًا وكالات الأنباء قبل أسابيع عدة، حيث باع رسام لوحةً غير موجودة إلا في خياله، حدَّد فكرتها ومقاساتها وعرضها للبيع، وبكل ما أعرفه ومررت به من تجارب في الحياة، أقول: إن هذا الرسام، وإن كان شهيرًا، لكنه نصَّاب “عيني عينك”، ولأنه نصَّاب، واختار النصب طريقًا في الحياة، فهذا شأنه، ما يؤلمني حقًّا أن أحدهم دفع 18 ألف دولار مقابل هذه اللوحة غير المرئية، وحرص على أخذ مقاساتها بدقة لكي يعلقها في صالة منزله! هذا ما أقصده بعدم الاستعداد لوصول المال. بالمناسبة، في خيالي فندق على الطراز الأندلسي، أعرضه للبيع لدواعي السفر!