2021-08-08 | 20:28 مقالات

أولمبياد وميسي

مشاركة الخبر      

ـ ودع ميسي برشلونة بعد 15 عاماً من صناعة المجد والتاريخ، لم يترك بطولة مع ناديه لم يحققها، سجل أهدافه بكل الطرق وفي أصعب الظروف والأوقات، اكتشف مساحات جديدة لتمرير الكرات، وصنع لزملائه مئات الأهداف، بعضها كان هو يستطيع تسجيلها، وهتفت له الجماهير كما لم تهتف لغيره طوال الخمسة عشر عاماً.
بالأمس بدأ مؤتمره الصحفي بالبكاء، فسرت بكاءه أنه يبكي على وداع الأعوام الحلوة، ليست من مشواره الكروي فقط بل من فترة من أجمل فترات حياته، وأعوام النجاح في حياة الإنسان هي الأغلى، والأكثر اعتزازاً والأبقى في الذكريات، ومهما حقق ميسي من نجاح مع ناد آخر فيما تبقى من مشواره، إلا أن الرحلة اكتملت بنتيجة أسطورية اسمها ميسي.
اليوم أنظر لمسيرته وأجد أنه لم يكن موهوباً فقط، بل وعاقلاً مهذباً، وهذا ما يكمل نجاح كل موهوب في كرة القدم أو في أي مجال آخر، لأنه يبقى مستقراً، وكل ما هو مستقر ينمو.
علمنا تاريخ كرة القدم أن ملعبها يشبه ملعب الحياة، صحيح أن لكل مجتهد نصيب، وأن البشر خلقوا بقدرات ومواهب مختلفة، إلا أن النجاح الحقيقي الذي نجد أننا نحترمه هو المقترن بالأخلاق العالية، وكل ما ينطوي تحت مظلتها من أمانة وصدق وقيم محترمة، وهذا ما حرم الكثير من المواهب والأسماء الاحترام والسمعة الطيبة والمجد لأنها كانت بلا أخلاق. كنت أتمنى كمحب لكرة القدم لو أن الظروف سمحت له أن يستمر في ناديه ليودع كرة القدم وهو يلوح للجماهير التي أسعدها وأحبته، وهذا ما كان هو يتمناه وسبق وأن قاله في حديث تلفزيوني “فكرتي دائماً كانت البقاء في برشلونة كما أقول دائماً، لا أحد يعلم ما سيحدث في المستقبل، لكن لو كان الأمر بيدي لبقيت في برشلونة طوال حياتي المهنية”.
ـ انتهت أولمبياد 2020 في طوكيو، الجميل أننا خرجنا بميدالية فضية عن طريق الموهوب طارق حامدي، كلنا نعلم بأن ميداليتنا الحقيقية ذهبية لأن طارق أكثر موهبة والأجدر بالذهب، خصوصاً وأنه تخطى أبطالاً كبار، يبقى سوء قرارات المحكمين جزء من اللعبة، أمام طارق الشاب طريق سيكون حافلاً بالإنجازات ونأمل أن يشاركه زملاؤه الرياضيون في حصاد الميداليات. مرت أيام الأولمبياد بسرعة مثل كل الأوقات الممتعة، هذه الدورة بالذات هي أكثر دورة شاهدتها وحرصت على متابعة مسابقاتها، ولمت نفسي على عدم متابعتي للدورات السابقة بنفس متابعتي لهذه الدورة، يا لجمال الأولمبياد والرسائل التي توصلها الرياضة، أن يسعى الإنسان بكل قوة لكي ينال ما يريد الوصول إليه، وأن يتقبل الخسارة ويُهنئ غيره لأنه كان الأجدر، وأن يحاول من جديد نحو حلمه المشروع، سيفتقد الكثير منا أجواء المنافسات، وكل أولمبياد وأنتم بخير.