2021-08-23 | 20:35 مقالات

رحلة في عقول المشاهير

مشاركة الخبر      

مقال اليوم يسافر في عقول بعض مشاهير العالم، ولكي تكون رحلة مفيدة اخترت بعض المشاهير العقلاء الناجحين الذين قدموا ما هو مفيد للعالم، وتركت المشاهير المجانين الذين أساؤوا للبشرية، يحزنني أن لمثل هؤلاء المسيئين بعض المريدين والمادحين، كل هؤلاء المعجبين لم يجربوا عذابات ما صنعت هذه الأسماء، أستغرب أن هناك من يصف هتلر بالشجاع متناسياً أنه اجتاح دولاً وأشعل حرباً عالمية مازالت آثارها إلى اليوم.
أبدأ بما قاله توماس جيفرسون، وتوماس واحد من مؤسسي الولايات المتحدة والرئيس الثالث لأمريكا، ولأنه كان أديباً فقد كان الكاتب الرئيسي لإعلان استقلال الولايات المتحدة، كتب بعد تجاربه الطويلة عن أبرز ما يصنع الشخصية المحترمة، والحقيقة أن ما كتبه سهل القراءة والفهم، لكن تطبيقه يحتاج إلى صبر ونفس طويل في الظروف الصعبة، وهذه صفات ليست بالعادية وإن بدت عادية، أُدرك ذلك تماماً، فكم من المواقف التي تحولت فيها إلى مجنون رسمي في الوقت الذي تطلّب مني الهدوء “لا شيء يعطي أي شخص امتيازاً كبيراً فوق آخر مثل البقاء هادئاً وواثقاً تحت كل الظروف دائماً” أعتقد أن من يجيد الهدوء في المواقف التي تتطلب الهدوء قادر على حل كل ما يعترضه.
المفكر والفيلسوف والمؤرخ وعالم الرياضيات البريطاني الحائز على نوبل للآداب برتراند راسل له كتب مهمة في مجالات الرياضيات والفلسفة والأدب، قال المقولة الثمينة التالية، ومحظوظ من قرأها واعتمدها في وقت مبكر في حياته “إن شعرت بأن سفينتك تغرق قد يكون هذا هو الوقت المناسب للتخلص من الأشياء غير الضرورية التي تثقلها”، من المؤسف أن يكتشف المرء متأخراً أنه أثقل على نفسه بما هو غير ضروري، وأن عاطفته الزائدة عن اللازم كانت سبباً في تعبه.
مارك توين لديه رأي فعّال وعملي لكل مصاب بأزمة الوصول للكمال، هؤلاء الذين يؤجلون طيلة حياتهم تقديم أعمالهم ومنتجاتهم لكي يصلوا بها إلى مرحلة الكمال، وهي مرحلة قد لا تكون موجودة، فالكمال أشبه بالامتداد الذي لا نهاية له، ما الحل إذن؟ “التحسين المستمر خير من الكمال المؤجل” ولمارك مقولة ثانية أعجبت بها، وهي التي جعلتني أفكر وأكتشف بأن معظم أصدقائي هم الذين تتشابه آراؤهم مع آرائي وهذا الأمر ليس جيداً بالضرورة خصوصاً إذا ما كانت آرائي خاطئة “إننا نحب كل شخص يقول لنا رأيه بصراحة، إذا كان هذا الرأي يتفق مع رأينا”.
الفيلسوف الصيني لاو تزه المعروف بفلسفة الأفكار العفوية، والمولود عام 604 قبل الميلاد، قال عنه بعض الكتاب الصينين بأنه قد يكون شخصية غير حقيقية لأنه يظهر في كتب التراث الصينية في عدة شخصيات مختلفة، اخترت له مقولة تفيد لمن يريد أن يعيش الحياة بواقعية “إذا أدركت حقاً أن كل الأشياء في الحياة في تغير دائم ومستمر، فستتعلم ألا تحاول أن تتمسك بشيء أكثر من اللازم”.