2021-09-03 | 21:10 مقالات

عالم التعليقات

مشاركة الخبر      

عالم اليوتيوب لا يقتصر على المكتبة المرئية والصوتية، بل هناك عالم موازٍ هو عالم تعليقات المشاهدين على الفيديوهات، وكيف أنها تخرج عن التعليق على الفيديو وتصل إلى حوارات بين المعلقين، وشتائم وعنصرية.
وإلى طلبات زواج ووصفات طبخ، وشكاوى من سوء معاملة الزوج، وطلبات دعاء لكي تعود صاحبة الطلب إلى زوجها الذي هجرها، ونصائح للتعامل مع الحماة، وكيف أعرف أن زوجي مسحور، كما يوجد في هذا العالم أصحاب الدم الخفيف، الذين يعلقون على التعليقات بطرافة وذكاء شديد.
سبق وأن لفت نظري أحد الزملاء لهذا العالم لكنني لم آخذ كلامه على محمل الجد، لأنني غالباً لا أنتبه للتعليقات أسفل الفيديو وأكتفي بمشاهدة المحتوى وأغادر، إلى أن شاهدت تعليقاً أسفل أحد الفيديوهات ثم وجدت نفسي أقرأ باقي التعليقات وأدخل هذا العالم وأتعرف على بعض منه لأخرج بهذه المحصلة السريعة.
على كل صانع محتوى على اليوتيوب وبعد أن يقدم محتواه أن يدرك أن مهمته انتهت، وألا يجعل من التعليقات حكماً على مستوى محتواه، وألا يتوقف عن تقديم المحتوى لأن النجاح على اليوتيوب يحتاج إلى الاستمرار، وألا تحبطه أية تعليقات، لأنه مهما قدم مادة ممتازة كلفته الوقت والجهد والمال والبحث فقد يجد تعليقاً لا يحترم جهوده، مثل هذا التعليق الذي وجدته على فيديو تاريخي يتحدث عن الحرب العالمية الثانية كتبته إحدى المشاهدات “يا بنات زوجي صاير حنون وطيب ويجيب لي هدايا، تعتقدون مسوي شي ومتعذب ضميره؟” تعليق بلهجة مصرية وجدته أسفل فيديو لتطوير الذات، كان المقدم قد أعد مادة ممتازة تمنيت لو أنها عرضت على إحدى الشاشات التلفزيونية الشهيرة، “مفيش حاجة مهونة عليّا مشاكلي غير غبائي، لأني ساعات مبفهمش إن دي مشكلة أساساً” تعليق آخر في نفس الحلقة لكنه يلامس كل الذين تزعجهم الإعلانات الكثيرة على اليوتيوب ويقومون بضغط skip “عامل الناس المؤذية مثل ما تعامل إعلانات youtube” ولا أدري إن كان أحد المعلقين يعرف مقدم البرنامج، أو أنه منافس له وشعر بالغيرة من مشاهداته العالية “ميبقاش تاريخك كله فضايح وتيجي عندنا تدينا نصايح !” بعض التعليقات عبارة عن طلبات لمتابعة بعض القنوات على اليوتيوب، لأن أصحاب القنوات صار بإمكانهم تحصيل المال من الإعلانات التي يضعها اليوتيوب على فيديوهاتهم، هذا الإغراء حوّل الآلاف إلى أصحاب قنوات يوتيوبية، وصارت برامج الواقع حتى لو كانت مصطنعة هي الأكثر رواجاً، كتب أحد أصحاب هذه القنوات هذا العنوان لحلقته “تحدي أكل الكريب فوق السطح.. وعقاب الخسران هيبوس البطة!”.