لفة إنستجرامية
قبل أيام انتبهت أنني أقضي وقتًا طويلًا في مشاهدة الفيديوهات على الإنستجرام، الفيديوهات متنوعة ومن كل بلاد العالم، بعضها مضحك وبعضها حزين وبعضها غريب، خشيت أن مشاهداتي أصبحت إدمانًا لأنني أصبحت أفعل ذلك يوميًا، كما أنني لم أشعر بالفائدة وقلت إنني أضيع الوقت على لا شيء.
بالأمس قررت ألا أشاهد أي فيديوهات واستبدلت الفيديوهات بما هو مكتوب على الإنستجرام، بعد نصف ساعة أحسست بالمتعة أكثر مما كنت عليه عندما كنت أشاهد الفيديوهات، وقررت أن أشارككم ما قرأته بجولتي هذه في مقال اليوم.
وأبدأ بما يؤلفه الرجال عن النساء، وهي مداعبات لا أكثر، أظنها أشبه بالملح على الطعام “يحكى أن رجلًا يحب زوجته لكنه لم ينطق أمامها يومًا بكلمة أحبك، فلم يكن يجيد التعبير بالكلمات، كان تعبيره عن محبته من خلال شراء باقات الورود، شراء الهدايا التي يعتقد بأنها تحبها، الاهتمام بما يسعدها، كان كريمًا شهمًا، لكنه في يوم من الأيام قرأ عن أهمية قول “أحبك” لمن تحبه، لأنها كلمة معبرة عن مجموعة مشاعر، ولأنها تسعد من يسمعها، ولأنه لم يقل يومًا لزوجته أحبك، راح يفكر كيف يستجمع قواه ويقول الكلمة التي لم ينطقها يومًا، ثم راح يتدرب على قولها عدة أيام، وتدرب على الإجابة طويلًا إذا ما سألته عن تأخره في قول الكلمة بعد مرور أعوام طويلة، حتى شعر بأنه على استعداد لكي يقول الكلمة التي لم يقلها يومًا رغم محبته الكبيرة لزوجته، في ذاك المساء وبعد أن نام الأطفال، كانت تقرأ كتابًا، جلس بقربها فنظرت إليه، اقترب منها أكثر وقال بصوت هادئ: أنا أحبك…، لم تبدي أي ردة فعل، وراحت تنظر في صفحة كتابها، فقال الزوج: هل قلت كلامًا خاطئًا؟ قالت الزوجة: إنك لم تحبني لوحدي فقط، وسأشرح لك بالتفصيل والإعراب، أحبك: “أحب” فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والمفعول به حقه التأخير، فلو كنت تحبني فعلًا لقدمت المفعول به وذلك يفيد القصر، فتقول: إياكِ أحب، أما قولك: أنا أحبك فتعني أنك تحبني وتحب غيري!.
يقال وقد تضاربت الأقوال أن الرجل هاجر إلى دولة من دول أمريكا الجنوبية، ويقال أن أحدهم شاهده يعيش في غابة من غابات أوكرانيا، وهناك من يقول بأن الرجل ما زال يعيش في بيته لكنه يعتقد بأنه سنجاب!”.
* إيليا أبو ماضي:
قلت: ابتسم يكفيك أنك لم تزل
حيًا ومن الأحبة معدمًا
قال: الليالي جرعتني العلقما
قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبًا وترنما