مستقبل
علمي
يقال إن كل ما يتخيله العقل من خيال علمي، يصبح واقعًا! مَن منا لم يتخيَّل السيارة الطائرة، خاصةً وهو في ازدحام السيارات الطويل في درجة حرارة تقارب الخمسين.
أنا تمنَّيت عشرات المرات لو أن سيارتي تطير، خاصةً عندما كنت متأخرًا على موعد مهم، أو اعتقدت أنه مهمٌّ، لأنني اكتشفت بعد أن (صلَّعت)، و(كرَّشت) أن 90 في المئة من المواعيد التي اعتقدت أنها مهمة لم تكن مهمة، ولا علاقة لها بكلمة مهمٍّ من قريب أو من بعيد.
أعود للسيارة الطائرة، التي كانت ضربًا من الخيال، وصارت اليوم حقيقة، لكنها ما زالت مرتفعة الثمن بشكل غير عملي، كما أنها لم تشهد حتى الآن وضع قوانين مرور خاصة بها. الجديد أن اليابانيين صنعوا درَّاجة طائرة بسرعة 100 كيلومتر في الساعة، وهي متينة، لأن وزنها 300 كيلوجرام، لكنَّ الجيد أنها لا تتسع سوى لراكب واحد، وهذا ما سيخلِّصك من إزعاج المرافق وتحمُّل مزاجه. الأمر السيئ في الدرَّاجة الطائرة سعرها، إذ يبلغ 682 ألف دولار. عندما قرأت خبر وجود الدرَّاجة الطائرة سُعدت كثيرًا، لكنني سرعان ما سحبت سعادتي هذه كما أفعل كل مرة عندما أرى ما يبهرني، ثم يصدمني سعره.
على أن الأمل لا يزال موجودًا، فهذه الدرَّاجة الطائرة سينخفض سعرها بعد 20 عامًا إلى أكثر من الثلثين، وإذا ما افترضت أنني سأكون على قيد الحياة، وبصحة جيدة، وأستطيع قيادتها، فسيكون سعرها 200 ألف دولار “للحين غالية حيل”! أفضل حلٍّ أن أعمل ناقدًا لكل ما لا أستطيع شراءه، وأفعل كما كان وما زال يفعل أحد أصدقائي، فهو خبير في كل ما هو قديم وثمين (أنتيكا)، ويستطيع أن يظهر مزايا، أو عيوب أي قطعة، ومع ذلك لا يملك ولا (أنتيكا)، لأن ثمنها مرتفع، لكنه يحظى بالاحترام والتقدير في هذا المجال.
في الأصل قيادة الدرَّاجة في الشوارع أمرٌ فيه كثيرٌ من الخطورة، فما بالكم ونحن في الهواء، وعلى ارتفاع مئات الأمتار؟ نستطيع أن نرى بوادر المستقبل، الذي يختلف عما نعيشه حاليًّا، فبعض ما تخيَّلناه أصبح حقيقة، والآخر في الطريق. اليوم عندما أشاهد فيلمًا من الخيال العلمي لا أقول إنه خيال علمي، بل مستقبل علمي.