العالم الذي نعيش فيه
أرجو من سكان العالم العربي أن يصححوا نظرتهم عن عمر الستين، وأن لا يصفوا كل من بلغ هذا العمر بـ”الشايب”. على أي أساس يوصف كل من بلغ الستين بهذا الوصف؟ أليس أشهر مديري الشركات العالمية والمليونيرات ومشاهير الكتّاب العالميين حققوا قمة أمجادهم وهم في الستين؟ من أين لهم كل هذه القوة والنشاط؟
لابد إذن أن عمر الستين هو عمر القوة والذكاء، أما بالنسبة للقوة الجسدية فإليكم هذا الخبر الذي يرد على كل الذين يشككون بقوة رجل الستين، في أستراليا انتصر رجل في الستين على تمساح يبلغ طوله أربعة أمتار، كان التمساح يظن أنه وجد وجبة سهلة، لكنه تفاجأ وهو يصارع الرجل في مياه البحيرة بعدة ضربات على رأسه من سكين صغير كان قد خبأه الرجل في جيبه. هل سمعتم يومًا أن شابًا في الثلاثين أو الأربعين انتصر على تمساح؟ لو لم يكن الرجل في الستين لما فكر في استخدام السكين الصغير وهو في أصعب موقف في حياته، أصحاب الخبرة فقط هم من يكتشفون أبسط الطرق وأفضلها. ما آلمني وأنا أقرأ الخبر على موقع باللغة العربية أن المحرر وصف الرجل الستيني بالعجوز! صدمتني كلمة عجوز وتساءلت: هل سيقال عني بعد عشرة أعوام بأنني عجوز؟ عمومًا بدأت البوادر، قبل أيام قال لي شاب عربي في الثلاثين: يا عمو!.
في الولايات المتحدة الأمريكية احتفلت الأمريكية دولوريس جيرل بعيد ميلادها الواحد بعد المئة، ظهرت على الشاشة بكامل وعيها، ولم يسقط من ذاكرتها أي شيء مهم، كانت مبتسمة وتشع من عينيها طاقة مليئة بالسعادة والتفاؤل. وكالعادة لا يفوت الصحفيون أن يسألوا كل من تجاوزوا المئة عام عن سر العمر الطويل، ومع أنني قرأت العديد من الأجوبة إلا أنني لم أقتنع بإجابة مثلما اقتنعت بإجابة دولوريس التي قالت: “فقط حاول أن تحظى بيوم جيد للغاية ما استطعت.. تقبّل اليوم كما يأتيك واستفد من دروسه على أكمل وجه”، أطال الله في أعماركم.