2021-12-25 | 20:26 مقالات

خطة العام الجديد

مشاركة الخبر      

أيام قليلة تفصلنا عن العام الجديد 2022، ويكاد يكون لكل منا ذكرياته عن رأس سنة ما، ومع أنني أتذكر العديد من وجوه الأصدقاء والأحبة وهم يعدون الثواني العشر الأخيرة من الدقيقة الأخيرة من الساعة الأخيرة في العام، إلا أن أكثر ما أتذكره هي الأوراق التي كنت أدون فيها قبل ساعات من السنة الجديدة عما سأفعله في العام الجديد، كنت أعتقد أن عامًا ناجحًا لا يحتاج إلى أكثر من كتابة خطة مع وضع جدول للتنفيذ، بالإضافة لهمة لا تضعف في الأيام الأولى ثم ستصبح سلوكًا، وفي كل مرة أكتب الكثير من النقاط لكن الثابت في كل مرة:
ـ لا تدخين ابتداءً من 1/1.
ـ ساعة من الرياضة الصباحية وأخرى مسائية.
ـ لا تنازل عن الأناقة الدائمة.
ـ تخصيص 5 ساعات في العطلة الأسبوعية لزيارة مكان جديد.
ـ توفير بعض المال لكي لا أبقى على الحديدة في أواخر الشهر.
ـ تعلم الانجليزية لدرجة التحدث بطلاقة.
اليوم وبعد أكثر من 20 عامًا أتذكر هذه النقاط وأنا أرسم ابتسامة راضية، ليس لأنني حققتها فبعضها لم أحققه، بل لأنني فهمت أن تغيير السلوك أو تحقيق الأهداف مسألة أكبر من تدوينها على ورق أنيق وبخط جميل قبل بداية رأس السنة، لأن الذي يريد التغيير لا يبحث عن تواريخ مميزة، فالتدخين الذي بدأته بسذاجة العشرين ما زلت في الحرب ضده إلى اليوم، لم أمتنع عنه يومًا في بداية السنة، بل كنت أخوض معارك الامتناع عندما يرتفع الوعي عن مضاره، أو عندما يشتكي الجسد من تعبه، ومع أنني الآن أكتب وأنا متوقف عنه منذ 4 أشهر إلا أنني لم أنتصر عليه في الحرب، فسبق وإن توقفت عشرات المرات، وفي كل مرة كنت أقول بأنها الأخيرة، لكنني كنت أعود، وامتنعت عنه عامًا كاملًا ثم عدت في لحظة ضعف، كانت انتصاراتي انتصارات معارك لا انتصارًا نهائيًا، أما ساعتي الرياضة فلم أنفذهما يومًا بالطريقة التي دونتها، ما نفعني أنني أحب المشي كثيرًا، وهذا ما عوض عنهما، أما الزيارة الأسبوعية لمكان جديد فقد بقيت سنوات طويلة لا أعرف أنني كنت غالبًا ما أسكن بالقرب من معالم مهمة يقصدها الزوار من أماكن بعيدة، لكنني وفي السنوات الأخيرة صرت أقصد الأماكن برغبة حقيقية ومتعة منعشة. منذ زمن طويل لم أعد أدون شيئًا ولن أفعل، هذه المرة الآن وقبل أيام من العام الجديد كل ما أتمناه أن يكون عامًا يتمتع فيه الجميع بالصحة والسلامة، وأن يكون العام الأخير لكورونا. عام سعيد.