2022-01-01 | 22:18 مقالات

مقولات العام الجديد

مشاركة الخبر      

مع العام الميلادي الجديد هناك من وضع أهدافًا وجداول كخريطة طريق للعام، وهذا أمر جيد، وسيكون رائعًا لو نجح كل صاحب أهداف في تحقيقها، بالنسبة لي أخرجت نفسي من اللعبة لضعف المستوى، والحقيقة أن لدي حكمًا مفيدة عبارة عن عصارة تجارب غير ناجحة.
وهي مفيدة لأن من فشل في التنفيذ يعرف طرق الأخطاء والفشل، وهذه المعرفة بالخطأ بحد ذاتها معرفة، أي أنني أستطيع أن أشير نحو الطريق الخاطئ لكيلا يسلكه البعض، لكنني لن أبدو مقنعًا لأن الناس لا يستمعون لأصحاب التجارب المليئة بالأخطاء، بل يستمعون للأشخاص الناجحين الآن لأنهم أكثر إقناعًا، وأنا لا ألومهم فالناس تراهن على أصحاب البريق اللامع، تاركين أمثالي من أصحاب التجارب المكلفة، وكثيرًا ما سمعتهم يقولون عنا: لو كان عندهم نفع لنفعوا أنفسهم أولًا! لكنني أود أن ألفت انتباه من يرددون ذلك بأننا ومن نصف فرصة قادمة سنحقق نجاحًا كبيرًا، لأننا سنخوض الغمار متسلحين بطرق الفشل فنبتعد عنها ونسلك دروب النجاح. آمل أن يأتي اليوم الذي أكون فيه ناجحًا للدرجة التي تنقل كلماتي العادية على أنها مقولات عظيمة! اخترت لكم مع بداية العام بعضًا من نصائح وأقوال الشخصيات الناجحة عن العام الجديد، وما الذي ينصحون به، وسأبدأ بمقولة لمارك توين، وانظروا كيف يريد إحباطكم “رأس السنة هو الموعد المقبول للأمنيات السنوية الجيدة، ويمكنك أن تهملها في الأسبوع التالي كالعادة”، هل نظرتم إلى درجة الإحباط التي يريد أن يضعكم بها وأنتم مقبلين على عام جديد؟ لو كنت أنا الناجح الذي تصدقون كلماته لقلت لكم ما يستخرج من أعماقكم طاقاتكم الكبيرة، الله كريم، أما عارضة الأزياء الشهيرة كارولينا كوركورفا فقالت عند بداية عام جديد: (ليس لدي أمنية للعام الجديد متعلقة في تنحيف جسدي أو ما شابه، أنا ما أنا عليه، ولا أريد أن أكون شخصًا آخر). سامحكم الله.. تأخذون كلمات عارضة أزياء وتزهدون بمقولاتي التي استلهمتها من تجارب أقل ما يقال عنها بأنها مزدوجة لتعدد منافعها! الله كريم. أما ما قاله توماس إليوت عندما أصبح عليه العام الجديد: (ينتمي كلام العام الماضي إلى العام الماضي، وينتظر كلام العام الجديد صوتًا آخر) لن أعلق على هذه المقولة لكيلا يقال بأنني أنتقد من باب الغيرة. الممثل الشهير سيريل كوزاك قال عن خطته للعام الجديد: (إذا سألت عن خطتي للعام الجديد فهي اكتشاف من أنا) لن أقول شيئًا، فهو لم يكتشف نفسه إلى غاية الآن، لا شك أن الشهرة تتيح للمشهور ما لا تتيحه للحكيم. أخيرًا أنقل ما أعجبني كخبير غير معترف بخبرته، لكنني لا أعرف من القائل (يسهر المتفائل حتى منتصف الليل ليشهد قدوم العام الجديد، بينما يسهر المتشائم ليتأكد من رحيل العام القديم). عام سعيد.