منزل سميحة يستقبل الزوار يوميا على ضفاف النيل قصر ومكتبة..
وصية ابنة السلطان
توفّر مكتبة القاهرة الكبرى، المطلّة على نهر النيل، فرصة ممارسة القراءة والأنشطة الثقافية، بسعر رمزي، داخل قصرٍ تاريخي يفتح أبوابه يوميًا بناءً على وصيةٍ من صاحبته.
تشغل المكتبةُ، التي زارتها “الرياضية” أخيرًا، قصرَ سميحة حسين كامل، ابنة سلطان مصر من عام 1914 إلى 1917. وقبل وفاتِها، في 1984، أوصت سميحة، التي عُرِف عنها حب الشعر والفنون، بنقل ملكية منزلها إلى الدولة شريطة تخصيصه للأغراض الثقافية.
بالفعل، تسلمت وزارة الثقافة المصرية القصر عام 1986، وافتتحته مكتبةً عامةً مطلع 1995، ثم أعادت افتتاحه، بعد تطويره، نهاية 2013.
يتألّف المبنى، الواقع في حي الزمالك الراقي على النيل، من 3 طوابق ورابع تحت الأرض، ويضم 15 قاعة وناديًا للتقنية. يتكبد الزائر جنيهين فقط (نصف هللة سعودية) للدخول، بين الساعتين 9.15 صباحًا و2.30 مساءً، ما عدا الجُمعة يوم الإغلاق الأسبوعي. في الداخل، تتنقل عناوين القاعات بين فروع المعرفة، أدب وعلوم اجتماعية وفلسفة وغيرها، فيما تتخصص قاعتان في الخرائط القديمة والأشرطة الفيليمية “الميكروفيلم”. وتحتفظ قاعة الخرائط بصورة خريطة للقاهرة تعود إلى عام 1480 صُوِّرَت من مخطوطات دار كتب عامة فرنسية، وأخرى للمدينة ذاتها تعود إلى عام 1570. ويُمكِن، داخل قاعة “الميكروفيلم”، الاطّلاع على أعداد صحيفة “الأهرام” المصرية منذ صدورها في أغسطس 1875. علاوةً على القراءة، تستضيف المكتبة أنشطةً، بينها الندوات، والورش الفنية، ومسرح العرائس، وتوفر جلسةً مفتوحةً على النيل. وكانت صاحبة القصر، التي وُلِدت عام 1889، اشترته من تاجر غِلالٍ في 1942، وسكنته حتى وفاتها، فيما استغرقت أعمال تجهيزه قبل افتتاح المكتبة أكثر من عامين. وتبلغ مساحة أرضِه 3465 مترًا مربعًا، يشغل المبنى ذاته أكثر من 500 منها.