دروس
البطولة الإفريقية
اعتقدت طوال السنوات الماضية بأنني فاهم بالكرة، وعدم حديثي عنها سببه أنني مشغول في شؤون أخرى، لذلك لم أكتب عنها إلا قليلًا وتحديدًا في البطولات، ولكي أوصل لكم مستوى اعتقادي بأنني فاهم بالكرة كنت وأنا أشاهد البرامج الرياضية واستمع لحديث المحللين الرياضيين أقول عن أحدهم هذا يفهم، وذاك لا يفهم!
ولم أتردد عن لوم بعض القنوات الرياضية على سماح بعض المحللين من الظهور على شاشتها، في هذه النقطة فقط كان لي الحق، لأن بعض المحللين كانوا يدافعون عن أنديتهم ولم يكونوا يحللون وقائع مباراة، في بداية البطولة الإفريقية هذه كتبت عنها وعن الفرق العربية المشاركة، كان الدور الأول قد كشف لي بعض المعطيات، قلت بأن منتخب المغرب سيذهب بعيدًا، وقد يصل المنتخب التونسي إلى المباراة النهائية لأنه فريق منظم، أما المنتخب المصري فكتبت عنه ما أظهرني بعد أيام بالبعيد عن شؤون المستديرة، ومع كل مباراة يفوز فيها الفراعنة كانوا يسحقون شيئًا من جهلي بكرة القدم، والحقيقة أنني لم أستبعد المنتخب المصري من الذهاب بعيدًا إلا لأن نسبة كبيرة من لاعبيه من الشباب الجدد في المنتخب، ونسيت أن هؤلاء الشباب كانت لديهم طاقة وحافز الشباب ويرتدون قميصًا لا يشبه أي قميص آخر، لا بالتاريخ ولا بعدد البطولات، كما أنهم يريدون أن يكتبوا تاريخهم في البطولة. شجعت كل المنتخبات العربية وشاهدتها متحسرًا وهي تخرج، حتى بقيت مع المنتخب الذي استبعدت أن يذهب بعيدًا. بالأمس وبعد انتهاء البطولة كان المنتخب المصري بطلًا غير متوج، ومع أننا أردنا له المركز الأول ليحصل على اسم البطل إلا أن الجماهير اعتبرته بطلًا لأن أداءه تنوع بين المهارة والصمود والتحمل، وهذا ما يرضي الجماهير التي قد تقبل الخسارة لأنها من ضمن اللعبة، لكنها لا تقبل المستوى الضعيف والاستسلام. أعطاني المنتخب المصري درسًا جديدًا ليس في شؤون الكرة بل في الحياة أيضًا، وألا أعتمد على الاعتقاد الأول، وأن أنظر للزوايا الأخرى، كما أن حارس المرمى محمد أبو جبل أيضًا أعطاني درسًا مفيدًا، وتحديدًا في الورقة التي كان يلصقها على قنينة المياه التي يحملها في يده، على القنينة جدول بأسماء لاعبي الخصم الذين سددوا ضربات جزاء في المباريات الماضية، وما هي الزوايا التي سددوا باتجاهها، وهذا ما أظهر لنا أبو جبل حارسًا يمتاز بصد ضربات الجزاء، الدرس أن الوصول للنتائج الجيدة يحتاج بالضرورة إلى معلومات واطلاع، وهو ما يحتاج إليه الجميع في شتى أعمالهم.