«المشخصاتي»..
شخصنها
أجاب زعيم الكوميديا عادل إمام على سؤال أجمل عرض مسرحيّ بأنه كان في السودان عندما قدم “مدرسة المشاغبين”، وعلى الرغم من أنه عرضها سنوات طويلة في موطنه، إلا أن خشبة البلد الجار كانت مختلفة.
وجاء عرض المسرحية بعد مرور أكثر من سبعة أعوام على إسدال الستار عليها وذهب مع أبطالها إلى الخرطوم عدا الأسطورة الراحل أحمد زكي الذي قال وقتها عنه عادل إمام بأن دور الطالب “المسكين” أحمد لم يكن مناسبًا له في حينها بعد أن لمع نجمه ولم يرض أن يعيد ذكريات المسرحية فتم الاستعانة بمحمود الجندي عوضًا عنه.
هذا الموقف يجسد معنى أن يذهب صناع المسرح للجمهور في موطنهم ولا يركنوا على “الفكر القديم” بعرضها في بلدانهم وانتظارهم على شباك التذاكر.
ذهاب المسرحية بديكورها وخشبتها وأبطالها إلى الدول الداعمة للسياحة وشهية أهلها منفتحة للترفيه ويتوافد عليها الزوار أمر جيد وينم عن “فكر جديد”، يدعم سوق المسرح اقتصاديًا وقبلها فنيًا.
المسرح ليس له دولة ولا ينتمي إلى عرق بل فن لكل الشعوب وتستوعبه الدول بكافة أطيافها، وأي فنان صغير يقف على خشبته يدرك ذلك، فما بالك أن يكون فنان كبير لا يعرف هذه المبادئ؟!.
نجاح موسم الرياض من الطبيعي أن يولّد ما يسمى “الغيرة” ولا يمنع من وجودها من باب الاستفادة ولكن أن يصل إلى “الحسد والحقد” فهذا غير محبب.. الفنان محمد صبحي يرفض على حد تصريحاته عرض مسرحية في موسم الرياض كونه ليس “مرفهاتيّ” وانتقى الكلمة كون الموسم قائم على الترفيه ولا أعرف ماذا يصنف الفنان الكبير المسرح والسينما والتلفاز وغيرها.. أليست من ضمن الترفيه عن النفس والهروب من ضغوطات الحياة؟.
انتقاد صبحي لمسرح الرياض وأنه ليس له زمن طويل، هذا الأمر لا ينتقص من المسرح بل من الفنان “المشخصاتي”، ففي الوقت الذي ضعف المسرح في دول عدة أنقذ مسرح الرياض الموقف بعد أن دق مسامير خشبته التي وقف عليها العشرات من النجوم، وكتب تاريخًا لهم، يقول حسن الرداد: “شكرا لمسرح الرياض فلولاه لما عرضت مسرحيتي واقتصرت أعمالنا على السينما والتلفزيون”.. النجمة ياسمين الرئيس تشير بأنها لأول مرة تمثل على المسرح في مسيرتها وذلك من خلال عرض “أحفاد ريا وسكينة” في الرياض.
نعم مسرح الرياض له عامين أو ثلاثة لكنه ولد فتيا وقويًا وتخطى من سبقه، ويكفي كلمة “سولد آوت” لتبرهن النجاح.
فلمحمد صبحي وغيره ممن يحمل الفكر القديم والبالي، ابتعدوا عن النقد المشبع بالحقد وشخصنة الأمور، ومسرح الرياض داعم لمسيرة الفن وحاضن لكل نجم يريد أن يكتب تاريخًا على خشبته، ويكفي ما قاله المخرج الكبير شريف عرفة في حفل جوي أووردز بأن الرياض أصبحت عاصمة للفن.