انفعالات.. ودبلوماسية
تعرف الدبلوماسية أنها من عالم العلاقات بين الدول، بما فيها السفارات والموظفين الدبلوماسيين، وأساس كلمة دبلوماسية مأخوذة من دبلوما اللاتينية وتعني ورقة ووثيقة.
ويقال إن الدبلوماسي الناجح هو من يعقد صفقات ويقيم علاقات ناجحة، ولكي يحقق ذلك لا بد أن يكون ذا أسلوب مقنع وشخصية محبوبة أو مقبولة، وهذه مواصفات تتطلب الصبر والتحمل. بالأمس وأنا أسمع كلمة دبلوماسي من مذيع الأخبار تساءلت إن كان وصف دبلوماسي للسياسيين ومبعوثي الدول فقط أم أننا نحن الأفراد بحاجة لنكون دبلوماسيين ناجحين في يومياتنا لحاجتنا لعلاقات ناجحة. في مراجعة سريعة لأخطاء الماضي اكتشفت أنها كانت ردات فعل سريعة دون تمهل ورؤية بعيدة، وكان عليّ أن أكون هادئًا صبورًا أمام كل التحديات، هذا ما يتوجب علي فعله الآن إذا أردت أن أكون دبلوماسيًا، فلا يمكن للدبلوماسي الناجح أن يتصرف من دون حكمة، حينها لا يسمى دبلوماسيًّا، قد يصلح له أي اسم عدى الدبلوماسية. فكرت أكثر بمن هم بحاجة لمواصفات الدبلوماسية فوجدت أن الجميع بحاجة لها، يحتاج لها لاعب الكرة لكي يستمر في الملاعب ويتلقى العروض، فلا يوجد ناد يرغب بضم لاعب يحصل على الكروت الحمراء أكثر من تسجيله للأهداف، لذلك عليه أن يكون صبورًا أمام قرارات الحكم وأن يكون هادئًا أمام استفزازات اللاعبين حتى يركز في الأداء، وإن استطاع أن يكون لاعبًا دبلوماسيًا فسوف يستطيع حينها أن يقضي أطول فترة في الملاعب، أعرف بعض اللاعبين الماهرين الذين توقفت مسيرتهم الكروية مبكرًا بسبب تصرفاتهم الانفعالية، شاهدت اللاعب الموهوب أحمد حسام (ميدو) قبل أيام في لقاء تلفزيوني، قال لو عاد الزمن به للوراء فسيتراجع عن العديد من تصرفاته الانفعالية وسيكون صبورًا. في الإذاعة يحتاج مقدم البرنامج الذي يستقبل مكالمات المستمعين أن يكون على درجة عالية من الدبلوماسية، خصوصًا عندما لا يتفق مع آراء المستمعين، لأنه إن لم يكن دبلوماسيًا فسوف يقضي وقت البرنامج في العراك مع المستمعين ومع الضيوف، معلم المدرسة يحتاج أن يكون دبلوماسيًا مع الطلبة إذا ما أراد أن يكون محبوبًا وهذه من أسرار محبة الطلبة للمادة التي يقدمها، كنت أحب المادة التي يقدمها المعلم الذي أحبه. نحن نحتاج أن نكون دبلوماسيين في كل شي وبداية مع أبنائنا وجيراننا. بالمناسبة بعد انتهاء كتابتي للمقال تلقيت مكالمة مع أحد معارفي وجرى حوارًا ساخنًا انتهى بغضبنا نحن الاثنين، ثم تبادلنا الرسائل النصية الغاضبة، ثم تساءلت عن مقال الدبلوماسية الذي كتبته، بدت لي أن الدبلوماسية موهبة وفن، لذلك يقال هذا الدبلوماسي ناجح، وذاك غير ناجح، الجيد في الأمر أن الإنسان يستطيع أن يتعلم الدبلوماسية.