ورحل العابث أخيرا
حسنًا فعلت إدارة الهلال بإقالة مدرب الفريق الأول لكرة القدم في النادي البرتغالي جارديم. وحتى وإن جاء القرار متأخرًا، كما يراه جلُّ مناصري الزعيم، لكنه بالتأكيد كان الحل الأنسب لإنقاذ الفريق من العبث التدريبي، الذي كان عنوانًا للمرحلة التي تولَّى فيها هذا المدرب قيادة الدفة في الهلال.
وعلى الرغم من محاولات بعضهم المستميتة لإلصاق فترة التوهان الفني باللاعبين، وإبعاد المدرب البرتغالي عنها، إلا أنَّ مساعيهم لم تنجح على أرض الواقع، مع العلم أن الإدارة والجماهير صبروا كثيرًا على هذا المدرب، الذي كان يقود الهلال إلى “الطريق المنحدرة” في كل مباراة. وظهر بوضوح، بما لا يقبل الشك، أن الهلال وجارديم لا يلتقيان أبدًا، حتى وإن صدَّقنا عبارة “عالمية المدرب” المزعومة، التي قالوها، إذ إنه في الأخير لا يصلح للهلال إطلاقًا، وهذا هو الواقع الذي تمَّ تجاهله فيما مضى.
وأنا على يقين تامٍّ، لا يقبل الشك، أن الهلال خسر فرصة كبرى لتحسين مركزه في بطولة أندية العالم، وكان في إمكانه أن يصبح أحد الفرق التي تعتلي منصة التتويج لو قُدِّر له وسَلِمَ من عبث جارديم، واستهتاره، وعدم احترامه الخصوم، كما فعل أمام بطل القارة الإفريقية الأهلي المصري، لكن حدث ما حدث.
مع الأسف، الشديد افتقد جارديم الرأي الصائب، وسمح لنفسه بالعبث في تشكيلة الفريق دون أدنى مسؤولية، ودون أسباب منطقية، ولم يحترم الفريق المقابل، وقد اعترف بنفسه بذلك في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة.
والأصوات الهلالية، التي طالبت بإقالة المدرب جارديم، كانت محقَّةً تمامًا فيما ذهبت إليه، فهي لم تشاهد هلالها حتى الآن، وإن حقق الفريق بطولة أبطال آسيا، وكأس السوبر السعودي، وأظن أن الإدارة الهلالية، التي يُعرف عنها عدم الاستسلام للضغوط، كانت تعرف قبل غيرها أن الوقت قد حان للتصحيح، ولا مجال لإهدار المزيد في الصبر على مدرب بمثل نوعية جارديم.
كان أمرًا جيدًا في نهاية المطاف قرارُ فض الشراكة مع جارديم، والتعاقد مع المدرب السابق الأرجنتيني رامون دياز، الذي أعتقد أنه خيارٌ مناسب في هذا التوقيت لكنه ليس الأنسب، وبعد نهاية الموسم، سيكون لكل حادث حديث. هكذا أتصوَّر تفكير الإدارة الهلالية، وهو ما يلقى دعمًا وتأييدًا من الغالبية العظمى من الجماهير الهلالية بغض النظر عمَّا ستؤول إليه الأوضاع في المنافسة على الدوري، مع أنني أجزم بأن قطاره قد فات على الهلاليين.