2022-02-24 | 23:32 مقالات

.. وماذا بعد (الخلط)؟

مشاركة الخبر      

خروج فريق النصر في مسابقة كأس الملك، ومن قبلها خروجه من دوري أبطال آسيا على يد الغريم الجغرافي فريق الهلال، كان أمرًا معتادًا، بحكم سطوة الأخير على مثل تلك المواجهات الإقصائية والتاريخ خير شاهد.
اللافت في الأمر، ما أفرزته مباراة (الخلط) من تداعيات وتصاريح خطيرة تستحق التوقف عندها وعدم تمريرها، على طريقة كلام ويعدي وما حصل إلا الخير.
يقول رئيس النصر مسلي آل معمر في تصريحاته لوسائل الإعلام عقب الخسارة: “اللاعبون الأجانب يقولون لي اللي يصير في المباريات هنا ما شفناه في كل ملاعب العالم”.
ويضيف: “نادينا مقصود من الحكام في كل المباريات”.
ومثل هذا الكلام الخطير، لا يحتمل السكوت عليه، بل ويجب فتح الملف بالكامل فهو يحمل اتهامًا صريحًا لا يقبل التمييع أو التسطيح للاتحاد السعودي لكرة القدم، وليس أمام مسلي إلا أمران لا ثالث لهما. إما أن يثبت صدقية ما تحدث به أمام وسائل الإعلام ويدعم كلامه بالأدلة القطعية التي لا تقبل الشك، أو يتحمل مغبة تصريحاته وما يترتب عليها من عواقب وخيمة إن فشل في إثبات اتهاماته.
ولا يمكن تصور الآثار السلبية التي أحدثها مثل ذلك التصريح العاصف من تأجيج للشارع الرياضي واحتقانه، ونقله إلى مناطق خطيرة جدًا، لا أعتقد أنه يمكن تحملها.
أعلم يقينًا أن من حق أي رئيس ناد أن يدافع عن حقوق فريقه، ويطالب برفع الظلم الذي يطاله من أي جهة كانت، بشرط أن يملك الأدلة ويقدم البراهين الدالة على ذلك، وليس لمجرد امتصاص لحالة الغضب الجماهيري، والهروب من فشله هو، وهذا هو الأرجح والسائد مع الأسف الشديد.
وليس من المعقول أن تطلق التهم جزافًا وتبقى في مكان آمن لا تطالك يد المحاسبة والمساءلة القانونية أيًا تكن، فلا يمكن أن تكون مشعلًا للحرائق التي ربما يصعب إطفاؤها من بعد أن تكون أحدثت أضرارًا لا يمكن إصلاحها.
ويأتي دور المرجعية الرياضية المحكومة بالقوانين واللوائح في مثل هذه اللحظات هامًا وضرورة ملحة لا تقبل التهاون، أو التنازل حتى وهو حق أصيل لها.
وأجزم أنه وبعد تلك التصاريح، أصبح لزامًا على اتحاد القدم تحمل مسؤولياته كاملة بلا نقصان، إما الاعتراف بوجود خلل في منظومته أدى إلى استقصاد نادٍ بعينه، أو الوقوف بحزم وشجاعة والتصدي لمثل هذا الكلام المرسل والاتهامات الخطيرة وأخذ حقه كاملًا ممن يريد تشويهه بمثل تلك الطريقة. فالوضع أصبح لا يحتمل على الإطلاق.