2022-02-27 | 00:40 مقالات

عندما نسي العالم كورونا

مشاركة الخبر      

تمنيت أن يأتي سريعًا اليوم الذي تنتهي فيه كورونا، ولا تتحدث فيه وسائل الإعلام في العالم عنها، لأن الجائحة أتعبتنا وفرضت علينا أسلوبًا لم نعتاده، بالإضافة إلى ما فقدناه من بشر قريبين أو بعيدين، وما ترتب على ذلك من أحزان، كنت أعتقد أن الوقت الذي ستنتهي فيه الجائحة سيكون انتصارًا للإنسان والعلم والحياة.
لم أكن أتصور أن وسائل الإعلام ستنسى كورونا بعد ساعة واحدة من دخول القوات الروسية الأراضي الأوكرانية وكأن كورونا لم تكن، ومنذ ثلاثة أيام وشاشات العالم لا تنقل إلا مجريات المعارك ومشاهد نزوح اللاجئين، وبعيدًا عن أسباب الحرب فالروس لديهم أسبابهم التي ذكروها، والأوكرانيون لديهم تفسيراتهم، المؤكد أن اللاجئين وذوي الضحايا سيقولون أن حلاً كان موجودًا غير الذي حدث.
لا أظن أن الحياة ستكون كما يتمناها المسالمون، فهي على مر الزمان إما في حروب غزو ودفاع أو جوائح، وإن هدأت منطقة كانت هناك منطقة مشتعلة، وسيبقى الحال طالما أن هناك من يريد أن يصدّر مشاريعه، أو تلبيةً لنداءات أطماعه وهم موجودون دائمًا.
الأمر الخطير في حروب اليوم أنها مختلفة عن حروب القرون الماضية، التي تبدو تقليدية مع أنها حصدت الملايين، حروب اليوم هي حروب أزرار الإطلاق، ومن يمتلك هذه الأزرار يمتلك القوة وحماية نفسه، ولن يتجرأ عليه من تجرأ على الدول الضعيفة تحت حجج لن يدفع ثمن عدم مصداقيتها، غزو أو دخول القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية أسماه الغرب والولايات المتحدة بالغزو، بينما يقول الروس بأنها عملية مؤقتة لأهداف محددة.
بالأمس قرأت تعليقًا للإعلامي عضوان الأحمري عن من لديه القدرة على صناعة وتحديد الوصف في عالم اليوم (حين تغزو أمريكا دولة تسميه أجهزتها (تحريرًا)، وحين تفعل الصين أو روسيا ذلك يعتبر غزوًا. كل شيء تحكمه معايير القوى، والمتحكم بالنظام العالمي، الذي يستطيع تصنيف شخص أو زعيم بالإرهابي أو حمامة سلام. الحياة سعيدة).
آمل أن تنتهي الحرب بسرعة، ويعود اللاجئون إلى بيوتهم، المؤكد أن أموال هذه الحرب كافية للقضاء على الجوع، فما زال الجوع من أكثر المتسببين للوفيات في زمن وصل فيه الثراء أرقامًا قياسية، قدرت اليونيسيف في العام 2018 أن حوالي 3.1 مليون طفل في العالم يموتون بسبب نقص التغذية، وإن الجوع هو المتسبب في نصف وفيات الأطفال في العالم، وحسب برنامج الأغذية العالمي (2012) أن 66 مليون طفل في سن الدراسة يذهبون إلى فصول المدرسة وهم جياع، 23 مليونًا منهم يعيشون في إفريقيا.