2022-02-28 | 23:36 مقالات

محتوى ويوتيوب

مشاركة الخبر      

على اليوتيوب وفي السنوات القليلة الماضية بدأت صناعة المحتوى المتخصص بالظهور بشكل ملفت، وصارت تأخذ نصيبها الذي تستحقه من المشاهدات العالية، حلقات يقدمها أشخاص مختصون في مجالات متنوعة من مجالات العمل، ولاحظت أن الكثير من هذا المحتوى صامت لا كلام فيه إلا نادرًا، وقد يستعان أحيانًا ببعض الكتابة بديلًا عن الكلام.
كما أن أبطال هذا المحتوى يظهرون على طبيعتهم من دون بدلات أنيقة، ولا مساحيق تجميل على وجوه المقدمات، شاهدت حلقات يظهر فيها أحد المختصين بتربية الطيور، حكايات حلقاته تبدأ منذ وضعه للبيضة داخل الحاضنة إلى غاية تربيته للعصفور وتشكيل صداقة معه، محتوى شيق وعلمي وجديد، أما مشاهدات حلقاته فوصلت لعشرات الملايين وعشرات الآلاف من علامات الإعجاب، المشاهدات المليونية أيضًا على فيديوهات الطبخ في الطبيعة لطعام صحي وطازج، خاصة تلك التي تُصور في القرى الهادئة، وبعيدًا عن فخامة المطابخ وأطقم الصحون اللامعة وإضاءات الاستوديوهات، وتحقق فيديوهات المهنيين مثل النجارين الذين يعملون على صناعة طاولة أو تجديد أثاث قديم أرقامًا بالملايين خلال أيام من بث الحلقات، بالأمس شاهدت حلقة لمختص يقوم بتحضير وجبة غداء لذيذة بجانب النهر، مدة الحلقة حوالي 15 دقيقة، لم يتحدث خلالها مقدم البرنامج كلمة واحدة، حققت هذه الحلقة ثلاثة ملايين مشاهدة في 5 أيام فقط، وهذا الرقم لا تحققه القنوات الفضائية المجهزة باستوديوهاتها وكاميراتها ومذيعيها ومبانيها وميزانيتها الكبيرة. الأمر المشترك بين هذه الفيديوهات المليونية أن صورتها عالية ومشاهدها بسيطة وغير متكلفة، والمقدمون الصامتون ماهرين في تقديم منتجهم. أعتقد أن المشاهد ملَّ مما هو منتشر وصاخب، وصارت عينه تبحث عن شيء جديد يشاهده بهدوء وينقله إلى ما هو غير مألوف، لذلك يحقق فيديو تم تصويره في قرية عشرة ملايين مشاهدة خلال أيام، بينما لا يحقق فيديو لقناة كبيرة تم صرف عشرات الآلاف من الدولارات عليه سوى عشرات الآلاف أو مئات الآلاف من المشاهدات. ما زلت أقول بأن محبي صناعة المحتوى أو المهنيين لديهم فرص ذهبية في إطلاق محتواهم إذا ما تخصصوا وقدموا ما لديهم بصورة سهلة ومهنية، وعليهم أن يصبروا على المردود المادي أو نسبة المشاهدات التي تتحقق مع الوقت في حال الثبات على الجودة، بالإضافة طبعًا للترويج عن حلقاتهم.
* أذاع ألبير كامو سر البعض، أولئك الذين لا تفارق الابتسامة شفاههم (لا أحد يدرك أن هناك بعض الناس يبذلون مجهودًا هائلًا لمجرد أن يبدون مستقرين وطبيعيين)