حتى الثقة
ضاعت في الأهلي
كلما حاولت أن أخرج قليلاً عن الأهلي وقضاياه وأوضاعه التي لا تسر أجد نفسي مجبرًا داخل دائرته ووسط معمعة ما يحدث فيه، لأن الوضع الضبابي الذي يعيشه النادي مغرٍ للنقاش والتساؤل الدائم عن الدائرة الضيقة التي تدير النادي وإلى أين ستذهب به!!.
في الأهلي حالة فقدان ثقة متبادلة بين الجميع وهذا أخطر ما في الوضع حاليًا.
الجمهور لا يثق في عمل الإدارة ولا في وعودها ولا في إمكانية تصحيح المسار ولا في قدرتها على الاستفادة من المبالغ الكبيرة التي ستدخل خزينتها بعد عقد الشراكة الجديد مع شركة وسط جدة، ولذلك تستمر المطالبات وترتفع وتيرتها بين الجماهير برحيل الإدارة إذا لم تتخذ خطوات واضحة وملموسة للتغيير في الهيكل الإداري والفني الذي يقود الفريق للمجهول.
وفي خطوة مماثلة الإدارة لا تثق في دعم الجمهور وحضوره ومساندته، ولذلك تختار دائمًا أن تكون مباريات فريقها في ملعب الأمير عبد الله الفيصل الأقل سعة لعل الحضور القليل يسد عورة المدرجات الفارغة، وهذا لن يحدث لو أقيمت مباريات الفريق في ملعب الجوهرة.
وفي ذات السياق المدرب لا يثق في عمل اللاعبين ولا قدراتهم مع أنه هو من اختارهم، ولذلك يضعهم شماعة للفشل بعد كل لقاء.
ومن الطبيعي أيضًا بأن اللاعبين لا يثقون في عمل المدرب حتى وإن كان من باب المعاملة بالمثل بين الطرفين.
مع كل هذه الحالة المزرية التي يعيشها النادي طبيعي أن تكون النتائج في تراجع ووضع الفريق في انحدار ومركزه في دائرة الخطر، لأن المنظومة كاملة غير مستقرة والثقة مفقودة بين الجميع وكل طرف لا يرى في عمل الآخر ما يستحق الثناء.
لذلك فاستمرار حالة التوهان التي يعيشها الفريق هي مسؤولية إدارته التي لا تزال تتعامل مع سوء النتائج وتراجع الترتيب بعدم اهتمام ولا تشعر بحرقة المشجع الذي يضع يده على قلبه خوفًا من فاجعة آخر المشوار في الدوري. فنجد أن المشجع يتحدث عن خطر حقيقي يهدد الفريق في بقية مبارياته وإمكانية هبوطه متاحة وممكنة حسابيًّا.
فيما يتحدث الرئيس عن ثقة تمنح لمدرب فشل في أكثر من عشرين جولة وفي جهاز إداري لم يقدم حتى الحد الأدنى من النجاح ووعود أخرى لموسم قادم على طريقة “سنبهر العالم”، وهذا مؤشر آخر على بعد المسافة في التفكير واستشعار المسؤولية بين المشجع وصاحب القرار.