2022-04-22 | 02:19 مقالات

وجمع الطوابع

مشاركة الخبر      

نشرت صحيفة نيوز ويك خبرًا أن علماءً سيقومون ببث موجات راديو في الفضاء لكي يلتقطها من يعيشون في الكواكب البعيدة، هدفهم من ذلك هو التعارف وبناء علاقات جديدة مع سكان الكواكب الأخرى، على أساس أن كوكبنا ساده السلام وانتهت مشاكله وصار الوقت مناسبًا لتقديم أنفسنا للكواكب البعيدة والتعارف وجمع الطوابع، بالإضافة لحل مشاكلهم.
ماذا لو التقطوا الموجات وطلبوا مساعدة غذائية، هل سنرسل لهم المساعدات في الوقت الذي يعاني فيه جزء من سكان الأرض من سوء التغذية وبحاجة ماسة للغذاء؟، ماذا لو التقطوا الموجات وقالوا كثر الله خيركم نحتاج أن ترسلوا لنا أموالاً في الوقت الذي يعيش فيه سكان بعض مناطق كوكبنا بأقل من دولار واحد في اليوم؟، ماذا لو قالوا أي والله جزاكم الله خيرًا نرجو إرسال بعض المعدات الطبية والأدوية في الوقت الذي يموت فيه بعض سكان كوكبنا لنقص المعدات الطبية والأدوية في المستشفيات.
يبدو أن هؤلاء العلماء يعيشون في حالة هذيان عقلي داخل مختبراتهم أو أنهم لا يعرفون حقيقة كوكبنا. كان العالم الفيزيائي ستيفن هوكينج قد حذر من إرسال أي إشارات تنبه الفضائيين بوجودنا، لأنه يعتقد أنهم أكثر تطورًا وقوة، ونصحنا بالبقاء (منخشين) لأنهم إن علموا بوجودنا فسوف يهاجموننا ويستولون على ثرواتنا وثروات الأرض، بعد أن يجلدوننا طبعًا.
شخصيًّا أطالب العلماء بوقف تجربتهم فورًا، وإن لم يكن لديهم ما يخسرونه فأنا لدي ما لا ولن أستغني عنه وأحمّلهم مسؤولية تصرفهم، وسوف أطالبهم بالتعويضات في حال استولى الفضائيون على مقتنياتي، عندي جهاز ستريو كاسيت أنتيك نادر صنع في السبعينيات لا تقل قيمته عن ألف وخمسمئة ريال على أقل تقدير، بالإضافة لمئات الأشرطة والسيديهات منها المجموعة الكاملة لفيروز ومحمد عبده وعبد الحليم حافظ، ولدي مكتبة صغيرة لم أقرأ نصف كتبها وبعضها نسيت بأنه موجود في مكتبتي، كما اشتريت للعيد عطرًا بأكثر من خمسمئة ريال وما زال بعلبته الكرتونية، وثلاث زجاجات عطور مستعملة فيها أكثر من النصف، بالإضافة للآيباد والسماعات، ولست على استعداد لخسارة ما جمعته متحملاً الظروف القاسية والنفسيات الصعبة.
آمل من هؤلاء العلماء أن يبلعوا العافية ويهتموا بشؤون كوكبنا فقط، عليهم أن يفيدوا بنو جلدتهم، أن يوجدوا أفضل الحلول الزراعية للقضاء على الجوع، وأن يبتكروا طرقًا جديدة للحصول على الماء في المناطق الجافة، وأن يكتشفوا أدوية للأمراض التي ما زالت تخطف بني البشر، وإن لم تمتثلوا لتحذيري وتحذير هوكينج وكنتم مصرين على بث موجات الراديو واحتجتم إلى مذيع لمخاطبة المستمعين الفضائيين فأقول لكم إنه موجود، ولديه استريو للبث مع مكتبة غنائية كلاسيكية، ولتكن إشارتنا للفضائيين: اسمع رسول أشواق قلبي يناديك..