2022-04-24 | 00:55 مقالات

الوقت وأشياء أخرى

مشاركة الخبر      

لم أر ناجحًا إلا وكان ذكيًا في إدارة وقته، بل ويكاد يكون فنه في إدارة وقته أبرز مقومات نجاحه، ولم يترك لنا الذين تركوا أثرًا أو الذين ما زالوا يصنعون أثرهم أكثر من نصائحهم لنا في أهمية حسن إدارة الوقت، بل إن بعضهم قالوا إن حسن إدارة الوقت هو السر في صنع المنجزات، كما أن عدم ضياعه يعني الانشغال في أمر ما وهو ما يبعد المنشغل عن مساوئ الفراغ والملل، وهاتان الصفتان هما من أسوأ ما يصنعه الإنسان في نفسه.
اخترت لكم هذه الجولة في عقول بعض الأسماء الشهيرة الذين تحدثوا عن الوقت على أمل أن أستفيد أنا منها أيضًا، لأنني وللأسف من النوع الذي يعلوه الحماس عندما يقتنع أو يتذكر لكنه سريع الانهيار بعد أول كبوة، لكنني هذه المرة وبعد ما سأنقله لكم سألتزم بإدارة وقتي، تذكرت الآن لقائي مع أحد الأصدقاء الناجحين، اعتاد في اللقاءات التي تجمعنا كل أشهر عدة أن “ينظّر” علي وأن يعيش أمامي دور الفيلسوف، وله الحق في لعب الدور أمامي كونه مثالًا ناجحًا بينما ما زلت أنا في مستوى طالب مرتبك، الجيد في تنظيره أنه لا يكرر أقواله التي قالها في المرة السابقة، أعلم أنه ليس المصدر الكامل لكل أقواله ونصائحه بل هناك من هو “أنجح” منه قد قال له بعضها و”نظّر” عليه كما يفعل هو معي الآن، وهذا الدور يلعبه المرؤوس على من يرأسهم، أي أن رئيس مجلس الإدارة ينظّر على المدير، والمدير ينظّر على رؤساء الأقسام، ورؤساء الأقسام ينظرون على الموظفين، والموظفين ينظرون على زوجاتهم وأبنائهم. وهكذا، قال هذا الصديق العصامي الناجح عن الوقت وبما معناه إن تنظيم الوقت وإدارته يجب أن يكون على ما يستحق وينفع، وأن يكون العمل أثناء الوقت بالصورة الصحيحة وهذا ما يحقق النجاح. الآن تعالوا نبدأ بالجولة أو بتنظير المشاهير علينا، يقول سبنسر فولرتون بيرد وهو متعدد العلوم ومن أشهر الأسماء في علوم الطبيعة والطيور والحيوانات وله مئات الأبحاث في هذه المجالات “يقولون إن الوقت سيغيّر كل شيء، ثق أن لا شيء سيتغير إن لم تتغير أنت”. سبق أن قرأت مقولة سبنسر ومنذ أشهر وهي “ترن” في أذني كلما تذكرت أمرًا أجلته مدة طويلة أو تكاسلت عن تنفيذ فكرة مفيدة لي. نابليون هيل كاتب ومن أبرز الأسماء في التنمية البشرية، بعد أن قرأت مقولته أجريت بحثًا سريعًا عنه وقرأت أنه ألف كتابًا قبل أكثر من 60 عامًا عنوانه “فكر تصبح غنيًا”. كان من أكثر الكتب مبيعًا حينها، اكتشفت بعد أن قرأت عنوان كتابه أن الكثير من المهتمين بالتنمية البشرية اليوم لم يغيروا كثيرًا في أساليب من سبقوهم من خلال الإيحاء بأن طريقة الحصول على الثروة ستكون من خلال شراء كتابهم. لدي خمسة كتب في المكتبة عن كيفية كسب الأصدقاء الناجحين وتحقيق الثروة ولفت الانتباه، جميعها لم تنفع معي ولن تنفع، ما سينفعني هو حسن إدارة الوقت، في الحقيقة ليس هذا الشيء فقط هو ما ينقصني، بقيت أشياء صغيرة وبسيطة، منها أن أتعلم الصبر والتخلص من الغضب وتعلم حسن التفكير وإلى رأس المال بالإضافة إلى الموهبة. أعود لمقولة نابليون هيل “لا تضيع الوقت في الانتظار فالوقت المناسب لن يأتي أبدًا من حيث تقف، واستعمل ما تحت يدك من أدوات، وكلما تقدمت في طريقك ستعثر على أدوات أفضل مما كان معك حين بدأت”. الحقيقة أن ما قلته يا نابليون عين العقل، أنا ومن هم مثلي نأجل البدايات لأننا نريد لها أن تكون مثالية، والمثالية لا سقف وحدود لها، لذلك لم نبدأ. أخيرًا ما قاله إبراهيم الكوني عن الوقت “الوقت الذي لا نقتله بالعمل، يقتلنا بالملل”.