2022-10-18 | 00:16 حوارات

رئيس اتحاد القدم الكويتي يقلب الأوراق ويكشف قرار إبعاد اللاعبين الكبار
الشاهين: لا نملك غير بدر المطوع

حوار: حمد الصويلحي
مشاركة الخبر      

بعد مسيرة طويلة في مجال المال والأعمال، اقتحم، عبد الله الشاهين المجال الرياضي، حينما ترأس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، من خلال الجمعية العمومية التي عقدت في مايو الماضي، ليكون الرئيس الثاني عشر. يطمح الشاهين إلى بناء جيل جديد لمنتخب بلاده، والوصول إلى أولمبياد باريس 2024، إضافة إلى تطبيق الاحتراف بشكل كامل في المنافسات المحلية التي يشرف عليها اتحاد القدم الذي يرأسه.. “الرياضية” التقته على هامش زيارته إلى السعودية وتوقيعه مذكرة تفاهم مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، وسألته عن الكثير من الملفات على الصعيد الكويتي والآسيوي.

01
نرحب بك عبر صفحات الرياضية أولًا، وثانيًا دعني أبدأ أسألتي بما هو الهدف من زيارتكم للسعودية والاجتماع برئيس اتحاد القدم ياسر المسحل؟
شرف لي أننا نلتقي عبر صحيفة “الرياضية” التي لها تأثير وعمق تاريخي ليس في السعودية بل الخليج بأكمله، وتعد مؤشرًا لأداء الاتحادات الخليجية والكرة السعودية.
وبالنسبة إلى الزيارة هناك تعاون خليجي كبير على مختلف المستويات بما فيها الرياضة، وهذا أمر طبيعي جدًا لتوحيد الرؤية فيما يتعلق بقادم الاستحقاقات سواءً الآسيوية أو الدولية.
وجزء من هذه الزيارة هو التعرف على الاتحادات الخليجية وبالأخص الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي نكن له كل احترام وصداقة منذ بداية استلامنا لاتحاد الكرة الكويتي.
02
ما أبرز الأمور التي تمت مناقشتها بين الطرفين والاتفاق عليها؟
سعينا إلى رسم الخطوط العريضة حول مستقبل اتحاداتنا وعلاقتها مع بعض، وهذه الزيارة تأتي في وقت مهم جدًا يتواكب مع تطلعات المملكة في الحصول على استضافة كأس آسيا 2027م، إضافة إلى التنسيق السعودي والخليجي لانتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المقبل، وهذه أبرز الأجندة التي تمت في الاجتماع.
إضافة إلى عمل توأمة بيننا وبينهم لتنسيق الجهود وتبادل الخبرات في الجوانب الفنية والإدارية إذ نعمل على الاستفادة من خبرة الاتحاد السعودي في الجانب الإداري لتطوير النظم والتقنية لدينا، وهناك فريق سعودي موجود الآن في الكويت مع إدارة نظم المعلومات في الاتحاد الكويتي لتطوير الأنظمة ومساعدة الاتحاد الكويتي على رقمنة العمل الإداري.
03
تقدمت بالترشح لانتخابات عضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي، ما الهدف من هذه الخطوة؟
بلا شك أن الاتحاد الآسيوي يشكل أهمية كبيرة للخليج بشكل كامل، وجزء من إستراتيجية الاتحاد الكويتي المشاركة في الاتحادات الإقليمية ويكون له رأي وجزء من لجان الاتحاد القاري أو الدولي، وكانت هناك مشاورات كثيرة مع المسؤولين في الاتحادات الخليجية وبعض الاتحادات العربية بحكم أن الكويت كانت لها دائمًا في السابق مكانة في الاتحاد الآسيوي ومقعد تشارك من خلاله بالقرارات والسياسات، ولكن فقدنا هذه المناصب بسبب ظروف معروفة للجميع، ومن ثم اتخذ مجلس الإدارة القرار في أن أترشح للعضوية في الانتخابات المنعقدة في فبراير المقبل، لأننا نرى أن الكويت تستحق العودة والوجود، وعبد الله الشاهين لم يدخل باسمه ولا منصبه رئيسًا لاتحاد القدم الكويتي، إنما الكويت هي التي ستدخل لمحاولة استعادة كرسيها المفقود في الاتحاد القاري بصفتها كانت جزءًا أساسيًا من منظومة كرة القدم في آسيا، وكان علينا دور وعبء مهمان بخوض هذه الانتخابات ومشاركة إخوتنا في تطوير الاتحادات الآسيوية، وبهذه المناسبة أنا أود أن أبارك للشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على تزكيته للمرة الثالثة، وهذا يدل على حكمة ورؤية وحسن إدارة الشيخ سلمان للاتحاد الآسيوي خلال الفترتين السابقتين، ونتمنى إذا حالفنا النصيب في الانتخابات أن نساهم معه في خدمة وتطوير مستقبل الكرة الآسيوية.
04
ما أبرز أهدافك التي تسعى لها بعد توليك رئاسة اتحاد الكرة الكويتي أخيرًا؟
لا يمكن أن ترسم خطة سريعة لكرة القدم بحد ذاتها، خاصةً مع وضع الكرة الكويتية التي تعيش أسوأ مراحلها، فمع استلامنا لزمام الاتحاد كان تصنيف الكويت 149 عالميًا، والأخير خليجيًا، والمركز 27 آسيويًا، وهذه أرقام لم تصلها الكرة الكويتية في تاريخها كاملًا، ولذا من الطبيعي أن أي مجلس إدارة يحضر ويرى هذه التصنيفات سيكون أمامه تحدٍ كبير، ويجب أن تكون الرؤية ليست قصيرة المدى، بالعكس مهم أن تكون طويلة الأجل، ولذا وضع مجلس الإدارة رؤية حتى 2030م تتخللها مراحل عدة الأولى منها كانت مدتها 100 يوم فيما يتعلق بالتنظيم الإداري والحوكمة وتطوير المسابقات المحلية، وفترة سنتين لإعداد المنتخب الأولمبي للمشاركة في تصفيات أولمبياد باريس، وكذلك إعداد المنتخب الأول لتصفيات كأس آسيا وكأس العالم.
والأهم لدينا تركيزنا على بناء منتخب الأمل تحت 17 عامًا من خلال برنامج طويل يمتد لستة أعوام كي تكون الكويت موجودة في كأس العالم 2030م من خلال هذا المنتخب الذي سيتم إعداد برامج مكثفة وخاصة له.
05
ما أهم المعوقات التي ترى أنها تقف أمام تطور الكرة الكويتية؟
لا توجد خطط يتم وضعها إلا ولها أسس يتم الاعتماد عليها من أهمها الدعم المادي، فاليوم المنتخبات الخليجية جميعها وصلت إلى مراحل متقدمة في العمل الإداري والمالي، ونحن في الكويت بصراحة متأخرون جدًا من هذه الناحية، خاصةً أنها مهمة في الإعداد للمنتخبات ونسعى إلى تحسين ذلك من خلال وضع الخطط والبرامج طويلة الأجل كما ذكرت لك.
06
هل إيقاف “فيفا” ما زال تأثيره على الكرة الكويتية؟
بلا شك، الإيقاف الجائر على الكويت ما زلنا نجني ثماره السلبية، وهذه المستويات التي وصلنا لها هي بسبب هذا الإيقاف وعدم مشاركة المنتخبات الكويتية في المنافسات.
07
الاحتراف متى سيتم تطبيقه بشكل كامل في الدوري الكويتي؟
نحن محكومون بلوائح معينة قارية أو دولية، أو فيما يتعلق بالنظام الأساسي المحلي، وبالفعل قمنا باتخاذ قرار كان في البداية صعبًا ولكن كنا مضطرين إلى اتخاذه وذلك لاحتراف اللاعب الكويتي. فقبل استلام الاتحاد كان اللاعب الكويتي هاويًا وفئة قليلة كانوا محترفين، واليوم ألزمنا أي لاعب يشارك في الدوري الكويتي أن يكون لديه عقد احتراف مع ناديه، وصدرنا لائحة الاحتراف في يوليو 2022م وتم العمل فيها، ولا يوجد اليوم لاعب في الدوري الكويتي لا يمتلك عقد احتراف.
ولكن لا نزال في البداية ولا يقارن بما وصل له الاحتراف الحقيقي وأنظمته، وتبقى أيضًا الجزء الذي تتولاه الهيئة العامة للرياضة من احتراف الإداريين والحكام وهم يعملون على إعداد مسودة لتنظيم العمل بشكل احترافي أكبر.
08
هل أنت راضٍ عن البنية التحتية للملاعب في الكويت إذا ما استثنينا ملعب جابر الدولي؟
هذه مسؤولية الهيئة العامة للرياضة، إذا تسألني بصفتي رئيسًا للاتحاد الكويتي لكرة القدم لديه خطة حتى 2030 بالتأكيد أنني لست راضيًا، وأرى أنها لا تكفي حاجة اتحاد كرة القدم والاتحادات الرياضية، ولا الأندية أيضًا، وليست في المستوى المطلوب مقارنة بما نشاهده من منشآت حولنا إقليميًا على الأقل، ونتمنى أن تهتم الدولة بشكل أكبر بالمشاريع والمنشآت، وأعتقد أن الهيئة العامة للرياضة لديها إستراتيجية تم بناؤها في ديسمبر 2021م وكان جزء منها بناء 5 ملاعب رياضية على مستوى عالٍ وكبير، ولكن هذا على المدى الطويل وليس القصير، حاليًا هذه إمكاناتنا ومضطرون أن نتعايش ونتعامل معها.
09
آخر إنجاز على مستوى الفئات السنية للكويت كان التأهل إلى أولمبياد سدني 2000م، هل هناك خطة للعمل على الفئات السنية؟
نعم هذا الملف من أهم أولوياتنا، وهو ما بدأنا به بالفعل بإجراء مهرجانات البراعم التي توقفت في السابق، ونظمنا 48 مهرجانًا لمختلف الأعمار هذا العام والذي يعد الأعلى تاريخيًا في الكويت وهذا نابع من حرصنا على الفئات السنية، إضافة إلى تأسيس أكاديمية الأزرق للاعبين البراعم وصناعة جيل قادم للكويت.
كما عدلنا على قانون نظام مسابقات الفئات السنية، على سبيل المثال كان الدوري للفئات السنية يتكون من 14 مباراة فقط، واليوم جعلناها 28 مباراة، إضافة إلى زيادة عدد مباريات الفريق الأول في الموسم سواءً بالدوري أو كأس الأمير أو كأس ولي العهد.
10
ماذا عن المنتخب الكويتي الأول والإستراتيجية التي تم عملها له؟
بعد تصفيات آسيا الأخيرة وجدنا أن متوسط أعمار اللاعبين 30 عامًا وتم تجميعهم في فترة قصيرة، ولكن بعد نهاية التصفيات اتخذنا قرارًا مهمًا وذلك لإعداد منتخب يستطيع المنافسة في تصفيات أولمبياد باريس وتجهيزه أيضًا لتصفيات كأس آسيا المؤهلة إلى كأس العالم، باعتبار أن كأس الخليج لها طبيعة مختلفة من الإعداد لاعتمادها على الطابع النفسي بشكل أكثر.
والقرار الذي اتخذناه هو أن أي لاعب عمره فوق 26 عامًا لن يشارك مع المنتخب الأول وسنقدم له الشكر على الفترة الماضية التي قدمها مع المنتخب، لأننا في طور بناء منتخب أول من جديد، وقد تحملنا هذا القرار الذي نرى أنه جريء، ولكن نحن ليس أمامنا أي استحقاق مهم قبل 2024م وليس لدينا أيضًا اللاعب الذي يفرق معنا اليوم فنيًا، كان لدينا مثلًا بدر المطوع والآن عمره 36 عامًا ولا يمكن أن يستمر بعد أعوام مع تقدم عمره.
هدفنا هو أن نغير السياسة السابقة التي كانت تعتمد على جمع اللاعبين قبل أي بطولة والمشاركة لمجرد الوجود فقط، نرغب في صناعة وإعداد منتخب على مدى طويل يشارك من أجل المنافسة.
11
ما سبب اختيار البرتغالي بينتو مدربًا للمنتخب الأول على الرغم من عدم امتلاكه خبرة كبيرة على مستوى الفرق الأولى؟
اختيارنا للمدرب البرتغالي بينتو في المنتخب الأول ومواطنه إيميلو بيكسي للمنتخب الأولمبي كان لأسباب عدة، أولها أنهما لا يملكان خبرة دولية كبيرة في منافسات عالمية، ولكن كانت لديهما خبرة وتجارب كبيرة مع منتخبات البرتغال تحت 21 عامًا، لذا كنا نبحث بشكل مكثف عن المدرب المعلم لأن المنتخب سيكون كله عناصر شابة بحاجة إلى مثل هذا الفكر كمدرب معلم، وليس مدربًا صاحب اسم كبير يبحث عن لاعبين جاهزين، وهذه النوعية من المدربين نجحت مثلًا في قطر مثل المدرب سانشيز، وحتى في البحرين وحققوا إنجازات كبيرة.
12
الدعم المالي الحكومي الرياضي للكرة الكويتية كيف تراه؟
الدعم المادي الحالي ليس الذي نحتاج إليه حقيقيًا في تطوير اللعبة، ولكن هذه إمكاناتنا اليوم، والدعم المادي الذي يصل للأندية لا يكفي لتطوير كرة القدم بشكل كبير، ولكن نحن دائمًا بصفتنا كويتيين نعمل بإمكاناتنا ويجب أن نعمل وسط كل الظروف، ونأمل ألا نحمِّل الدولة تكاليف كبيرة، وفي الوقت ذاته نتمنى من الهيئة العامة للرياضة أن تدعم الاتحادات الرياضية والأندية بزيادة الدعم المالي خاصةً لكرة القدم بصفتها القلب النابض للرياضة الكويتية.
13
هل من كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار؟
أريد توجيه الشكر لكل أهلنا في السعودية على ما وجدناه من حسن ضيافة ورحابة صدر، ولم نشعر أبدًا أننا في بلد آخر لأننا بين أهلنا، وبإذن الله هذه الزيارة لن تكون الأخيرة ولدينا رؤية كبيرة لبحث كل سبل التعاون مع الإخوان في السعودية.