سفهاء
تويتر
لم أكن أتصور في يوم ما أن يجاهر ممن يطلق عليهم هوامير تويتر بمعاداة منتخب بلادهم الأخضر قبيل محفل دولي كبير، تتمنى كل الدول وكل جماهير العالم التواجد والمشاركة فيه.
مع الأسف الشديد أن مثل هؤلاء (السفهاء) وهي الصفة التي تليق بهم لم يتورعوا للحظة في إطلاق أمانيهم الخائبة، تجاه المنتخب السعودي، وتمني هزيمته القاسية في مواجهة المنتخب الأرجنتيني في افتتاح مباريات المونديال للأخضر السعودي بالعاصمة القطرية الدوحة.
ولم يتوقف الأمر عند سفهاء تويتر لهذا الحد، بل إنهم أطلقوا أوصافًا لا تليق بالمنتخب السعودي، وتناسوا عمدًا أن المنتخب يمثل كل السعوديين وليس ناديًا بعينه، حتى يتم تمرير مثل هذه السخافات على منصة تويتر.
وبلا شك أن مثل هذه التجاوزات لا تمثل إلا أولئك السفهاء دون غيرهم، وإن كانت بداية شرر لابد من التصدي له وإيقافه بشتى الطرق.
وعلى الرغم من بجاحة الفعل، إلا أن الكثير من الإعلاميين الذين أشغلتهم مهمة الدفاع عن الكيانات، حينما يمس الأمر أنديتهم، كانوا على الصامت ولم ينكروا مثل هذه التغريدات، لا من قريب أو بعيد، وكأن الأمر لا يعنيهم على المطلق.
أعلم مسبقًا أن مثل هذه التغريدات السخيفة والتمنيات الخائبة، ربما كانت نتاجًا ومحصلة طبيعيين لتلك الحملات التي كان يقودها أشباه الإعلاميين تجاه أحد أندية الوطن خلال مشاركاته الخارجية، وهو ما جعل مثل هؤلاء السفهاء يتجاوزون ويجارون مثل هذا الخروج عن النص، حتى وصل بهم الحال للإساءة لمنتخب بلادهم، وإطلاق أمنياتهم بخسارته بلا خجل أو ذرة من حياء.
إذًا فالتساهل مع مثل هذه التغريدات النشاز والسكوت عنها، يعني قبول تجاوزات أسوأ في المستقبل، وانفلاتًا أكثر غباء مما نشاهده ونقرأه الآن، وهو شيء لا يعفي الجهات المسؤولة من ضرورة التصدي لها واقتلاع جذورها، وإعلان ذلك للجماهير حتى يكون عبرة لمن يعتبر.
والسفاهة لم تكن حصرًا على بعض هوامير تويتر، بل إن الموضوع أخذ أشكالًا أخرى من التجاوزات البذئية تجاه اللجنة الأولمبية السعودية، فيما يخص الدعوات الموجهة لزملائهم الإعلاميين، واتهام الجهة الرسمية بتعمد تجاهلهم، واقتصارها على لون وطيف معين، وهو الأمر الذي انفضح عدم صدقيته، بعد التغريدات المتوالية التي كشفت حقيقة الموضوع، وأن الحكاية مجرد شوشرة وادعاء مظلومية كاذبة، لا أقل من ذلك ولا أكثر.