2022-11-09 | 00:44 مقالات

العالم الذي نعيش

مشاركة الخبر      

- اخترت خبرًا ودراسة من أخبار العالم الذي نعيشه، والآن وبعد أن تجاوزت الخمسين أقول إن جمال عالمنا الذي نعيشه عائد للإنسان نفسه، فالذي يراه جميلًا ينظر بجمال، والذي يراه العكس ينظر بتشاؤم صنعه هو لنفسه، والأمر لا يحتاج لأكثر من تفاؤل يتقدمانه التوكل والثقة بالله.
أبدأ بالدراسة التي توصي بالنوم، ولم أجد دراسات كررت نفس فائدة النوم، ومع أني قرأت عن فوائد القهوة إلا أني قرأت عن مضارها، وفوائد ومضار الحلويات والمكسرات واللحوم، لكني لم أقرأ دراسات عن مضار النوم، كلها تشيد وتنصح به. كشفت الدراسة عن وجود علاقة بين مرض الزهايمر والنوم أقل من سبع ساعات يوميًا، والدراسة المنشورة في الدورية العلمية (براين كوميونيشن) أشارت إلى أن اضطرابات النوم تسهم في زيادة مخاطر الإصابة بالزهايمر). قد لا تعجب هذه الدراسة مدمني السهر والعمل، لكنها ستنفعهم مستقبلًا إن توقفوا عن الضغط على أجسادهم بالتوقف عن السهر والعمل الطويل المجهد بشكل متكرر. سبق وقرأت أن قلة النوم تسبب اضطرابات المزاج أيضًا، والمزاج هو عقل الإنسان الثاني، والأول في بعض الحالات. قبل أيام كنت على موعد مع أحد الزملاء، كنت مجهدًا فنمت حوالي 25 دقيقة قبل التوجه للزميل، صحوت وقد استعدت طاقتي، فتكلمت مع الزميل للدرجة التي لم أعطه فرصته الكافية للتحدث، حتى قاطعني: شكلك نايم كويس!
- قيل العقل زينة الإنسان، وأظن المقصود هنا هي الحكمة، أي العقل الحكيم، لكن المشكلة تكمن في أن الأكثرية تظن نفسها حكيمة، قلة من يعرفون أنهم يرتبكون أخطاءً كثيرة بسبب قلة حكمتهم وأحكامهم المتسرعة، هؤلاء من زاوية ثانية حكماء في أمر واحد، وهو معرفتهم بأنهم بعيدون عن الحكمة، وأعتقد أن من أهم أعمدة الحكمة الصبر والتسامح وفعل المعروف، جميعها لها أثرها الطيب في النفس، ولها مردودها في المستقبل، وفي الحياة يدفع معظم الناس ثمن أخطائهم لا ثمن ظروفهم، ولو قيل لي ما أشد أعداء الإنسان لقلت: الطمع، فإليه تعود الكثير من الظروف الصعبة التي يضع الإنسان نفسه فيها، ثم يجاهد للخروج منها، ومنا من يتعلم من الدرس الأول، ومنا طمعه أكبر من الدرس. ما قرأته بالأمس عن رجل كان يعيش حياة هادئة أقرب للهانئة، لكن صوتًا كان يقول له: انظر لتلك السيارات جميعها أجمل من سيارتك، وتلك البيوت أكبر من بيتك هذا الصوت أعماه عن كل ما يمتلكه، فزهد في ما عنده، وسعى إلى ما عند غيره، ماذا يفعل؟ استدان من البنوك ليقيم مشروعه دون فهم ودراسة، والبنوك متاهة يصعب الخروج منها، ومن يخرج يكون قد تجرع مرارة فوائد قروضها، صاحبنا فشل في مشروعه، ومن قرض إلى آخر، ومن فشل إلى آخر، حاصرته البنوك من كل جانب، فألقى بنفسه من دور عمارة مرتفع، سقط على سيارة فارهة فدمرها ولم يمت، الآن تطالبه شركة التأمين بثمن السيارة كاملًا، بالإضافة للديون التي عليه. لا أشك أن صاحبنا كان من الأكثرية التي تظن بأنها حكيمة.