2022-11-20 | 23:11 مقالات

قدّام

مشاركة الخبر      

ما هي إلا ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الحقيقة، المواجهة الأولى مع الأرجنتين، الكابوس المرعب الذي راودنا طوال الأيام الماضية وبفضله أصبحنا جميعًا مدربين ومحللين نشرك هذا ونستبعد ذاك، حتى تبادلنا الأدوار مع رينارد الذي ما زال يواصل صم آذانه عن كل هذا الهرج والمرج لأن المهمة لا تقبل لغة العاطفة.
لا أتفق مع الكثيرين الذين ذهبوا إلى أن الودية الأخيرة مع كرواتيا كانت البروفة الحقيقية لكأس العالم، وأرى أن رينارد لم يصل بعد إلى الأهداف التي كان يسعى لتحقيقها قبل المونديال، لكنه أمام أمر واقع لا بد أن يتعامل معه بمعطيات الواقع التي يملكها، وهي ليست مشجعة في الحقيقة.
المعطيات التي أتحدث عنها تتمثل في لاعبين عائدين من الإصابة وآخرين عائدين من الإيقاف وثلة ثالثة تفتقد حساسية الكرة بسبب قلة مشاركتها مع الأندية، لكنني أؤمن تمامًا بأن رينارد فعل كل ما يمكنه فعله رغم كل هذه التحديات، ويراودني إحساس قوي بأنه سيفاجئنا كسعوديين قبل أن يفاجئ الأرجنتين.
نعم لم نصل إلى الجاهزية الكاملة، نعم نحن الحلقة الأضعف في المجموعة، نعم نشعر بالقلق والتوتر في كل مرة يذكر فيها اسم الأرجنتين، لكننا ما زلنا مؤمنين بأن لدينا 11 لاعبًا وهم يملكون العدد ذاته، وما زلنا نؤمن بأن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ ولا الجغرافيا، وما زلنا نؤمن بأن كرة القدم تتحدث بلغة المعجزات.
من الطبيعي أن نخسر أمام الأرجنتين، وسيكون إنجازًا عظيمًا إذا خرجنا بالتعادل، لكنها حتمًا ستكون المعجزة الأجمل إذا خرجنا بالنقاط الثلاث، ولا أريد أن أسرح بخيالي بعيدًا لذلك سأعود بكم سريعًا إلى أرض الواقع وأتمنى أن نخرج غدًا بشباك لم تستقبل أكثر من هدفين، لأن الخسارة من الأرجنتين بنتيجة ثقيلة ستقتل لدينا كل أمل في تكرار إنجاز 94.
برأيي أن مواجهة بولندا والمكسيك أهم من مواجهة الأرجنتين بكثير، فالفوارق الفنية بيننا وبينهم أقل بكثير من الأرجنتين، لذلك لا بد أن نركز على تحقيق نتيجة إيجابية في هاتين المواجهتين لعلنا عندها نثبت للعالم أن الكرة السعودية المتطورة ليست مجرد نظرية نرددها في وسائل الإعلام أو عالم الأحلام.
استمتعوا لا تعني التخاذل، استمتعوا لا تعني التكاسل، استمتعوا تدعو بشدة للتفاؤل، لأننا سنرى غدًا مقاتلين يلعبون لراية الوطن قبل كل شيء، لأننا كمدرج أخضر لم يعد بإمكاننا سوى أن نرفع أيدينا بالدعوات ونقف مع منتخبنا في كل الملاعب والساحات على أمل أن يتحقق الحلم ونخرج مرفوعي الرأس، لكننا في الحقيقة نضع أيدينا على قلوبنا ولسان حالنا يقول قدّام.