حكايا
عمار
كان يا مكان، وما زال يعيش في هذا الزمان، قائد محنك اسمه محمد بن سلمان، حلمه كحلم أي إنسان، أن يكون وطنه مميزًا عن باقي الأوطان، فخرج برؤية أبهرت أهل الفكر والبيان، وأسعدت كل صديق مخلص للعشرة صوان، وأرعبت كل عدو رعديد جبان، وإذا كان لديكم في حكمته مقدار ذرة من شك أو نكران، فتأملوا معي كيف تحولت “استمتعوا” من مجرد كلمة نابعة من صميم الجنان إلى زلزال هز الأرجنتين والعالم بأسره في لوسيل، بل قولوا بركان.
كان يا مكان، وما زال يعيش في هذا الزمان، ثعلب فرنسي اسمه رينارد، صال وجال في أفريقيا، وتنقل فيها من واد إلى واد، فقرر أن يبحث عن مغامرة جديدة في قارة الأسياد، ولأنه على النجاح والتميز معتاد، تولى تدريب الأخضر، صاحب التاريخ العريق والأمجاد، فصنع منتخبًا يتحلى بالقوة والعناد، فكانت ملحمة الأرجنتين بداية سطر لإنجازات المسحل ورفاقه من مجلس إدارة الاتحاد، ولن أنسى ذلك الوزير الشغوف المقداد، ولن أسمح لخسارة بولندا أن تجعلني بعيدًا عن أهل الإنصاف والحياد.
كان يا مكان، وما زال يعيش في هذا الزمان، 26 لاعبًا جسدوا لنا منتخب الأحلام، وأعادوا لنا ذكريات جيل العظام، جيل 94 جيل الشجاعة والجرأة والإقدام، ولولا نشوة إنجاز الأرجنتين، وما أحدثته من أخطاء فردية في لقاء بولندا، لكنا نردد الآن قدام قدام، لكن ذلك كله لن يجعلني أوجه لهم السهام، لأنني مؤمن بأن مواجهة المكسيك ستحمل إعلان التأهل لتعم الفرحة في الأنام.
كان يا مكان، وما زالت تعيش في هذا الزمان، دولة أميرها تميم، اتخذ من قميص والده القديم دافعًا لتحقيق حلمه باستضافة المونديال العظيم، فحضرت الجودة والفخامة في التنظيم، وتجلت لغتنا الخالدة لغة القرآن الكريم، وشاهدنا بأم أعيننا تمسكنا بأجمل لوحات تراثنا القديم، ولم تكن دعايات حقوق العمال والمثليين إلا محاولات يائسة من دعاة الفكر الأثيم، لينالوا من شرع الله ودينه القويم، فكانت عاقبتهم مرارة الخزي الأليم، فشكرًا قطر وشكرًا تميم.
كان يا مكان في هذا العصر والزمان، كاتب اسمه عمار، عاش منذ الأسبوع الماضي حكايا عنوانها الإعجاز والإبداع والإبهار، وهي القاسم المشترك بين قصة ذلك القائد المغوار، مرورًا برواية الثعلب المكار، وصولًا إلى منتخب الكبار، وانتهاءً بدولة الإرادة والعزيمة والإصرار، ولولا محدودية عدد الكلمات في مقاله هذا لاستمر في سرد الحكايا المليئة بالأسرار حتى يتحول من مقال إلى كتاب عنوانه حكايا عمار.