كلام
ويك إند
ـ كلام الويك إند ما زال يدور في فلك كأس العالم. أشكر كرة القدم من أعماق قلبي على المتعة، التي تقدمها لنا، لماذا لا تقام بطولة كأس العالم كل عام، ماذا سيخسر الذين بيدهم القرار إذا ما أخذوا شهرًا واحدًا من كل عام ليكون متعتنا وسعادتنا، بدلًا من عام كامل يملأه الإعلام بأخبار الحروب والأوبئة والجفاف وأزمات الاقتصاد، المشكلة أنهم لا يحلون شيئًا من كل هذه المشاكل القديمة، بل يقدمون لنا محتوى مكررًا، مملوءًا بالقلق والتحذيرات، وكل ما يبعث على الخوف.
الجيد بالنسبة لي أن كأس العالم ما زال في منتصفه، وبقي فيه من الإثارة الكثير. وأعلم تمامًا بمجرد انتهائه أن حليمة ستعود لعادتها القديمة، وسيعمل الإعلام الغربي على إغراقنا بإخبار حرب روسيا وأوكرانيا، ومتحورات كورونا، والانبعاثات، وأزمة الغذاء، كلها أزمات مفتعلة، صحيح أنني أجهل ما وراءها، لكنني أعرف أنها مفتعلة، وحلها أن يتوقف الفاعلون عن فعلها.
ـ الجمهور السعودي لذيذ، وممتع، وحماسي، وخفيف دم، واجتماعي، بالإضافة إلى كونه مؤدبًا جدًا، ولا غرابة في ذلك لأنه يعيش تفاصيل يومياته بأخلاقيات عالية، تعلمها من دينه، وعاداته، وتقاليده، لا أقول ذلك من جانب عاطفي، يكفي أن ننتبه ونرى، سواء في البطولات السابقة أو في مونديال قطر، لذلك نحن فزنا في هذا المونديال بروعة جمهورنا، وبمستوى منتخبنا.
ـ ما أجمل منتخب المغرب، ليس فقط لأنه تأهل إلى دور الـ 16، بل والأهم أنه يقدم كرة ممتعة، والمتعة مرافقة للمنتخب المغربي منذ أن صرنا نشاهده في المحافل الدولية، واللاعبون المغاربة لا يتخلون عن تقديم مهاراتهم الفردية، حتى إن لم يكونوا في ظرف يتطلب استخدامها، أعتقد بأنها سلوك أصيل فيهم، وأعتقد أن المباريات بالنسبة لهم لا تسمى مباريات كرة قدم، إن لم تكن قائمة على استخدام المهارات، وإمتاع الجماهير، وأعتقد أن هذا السبب الذي جعلنا نحب منتخب المغرب، لأننا عندما نحبه نحب كرة القدم.
ـ لم أرَ في كل متابعاتي لبطولات كأس العالم اتفاقًا من الجمهور الخليجي على الأقل، كما شاهدته في الغضب من المنتخب الألماني، وتمنياتهم أن يخسر مبارياته. سلوك المنتخب الألماني وضّح لنا بأننا مختلفون كشعوب، وعلى الجميع أن يعي هذا الاختلاف ويحترمه، ومن غير المقبول أن تحاول أمة تطبيق أفكارها وتوجهاتها على أمم أخرى لها ديانتها المختلفة، وعاداتها، وتقاليدها الخاصة، سوف يصفوننا بأوصاف يستخدمون بها كلمات، مثل حرية، ورأي، واحترام، لا تصدقوهم لأنها أدوات لا أكثر، ولو كانوا يؤمنون بها حقًا لاحترموا حريتنا ورأينا في رفض توجهاتهم.