عبد الكريم.. وميسي!
خسر منتخب المغرب من فرنسا، وضاع حلم النهائي، لكنها فازت على إسبانيا وبلجيكا والبرتغال، وتواجدت في دور الأربعة، الذي كان قبل البطولة مكانًا يصعب علينا الحلم فيه، لهذا يبدو للجميع أن المنتخب المغربي فائز في المحصلة، هذا ما قلته لصديقي المغربي عبد الكريم بعد ليلة مباراة فرنسا: يا عبد الكريم لا تكثر من حزنك...
هل كنت تتوقع قبل المونديال أن تصل المغرب لدور الأربعة في بطولة كأس العالم؟ لماذا تنسى هذه المكانة، وتحزن للخسارة أمام بطل كأس العالم؟ هل نسيت أن مكانة المنتخب المغربي في المونديال تجاوزت هولندا والبرازيل والبرتغال وإسبانيا؟ كل هذا حققه المنتخب المغربي.. فهل لك أن تنظر للمكاسب وتنسى خسارة الأمس؟! هز عبد الكريم رأسه موافقًا، وقال: كنت أتمنى قبل المونديال أن يصل لدور الـ16، لكنه كان في كل مرة يرفع سقف الطموح، حتى تخيلت اللاعبين يحملون الكأس بأيديهم.. وطربت في الخيال على أصوات المعلقين: كأس العالم مغربي، وصوّرت لنفسي مشاهد الأفراح العربية! كان حلم عبد الكريم في حصول منتخبه على الكأس أكثر من الحصول على كأس في لعبة، كان انتصارًا على ظروف حياته الصعبة، وطاقة يستمد منها الصبر على قسوة غربته وفراق أحبته، ولاحقًا سيعرف عبد الكريم كم كان منتخبه ملهمًا، وكيف أن نجاح الرحلة لا يشترط الوصول للمحطة الأخيرة، بعض النجاح يكمن في المضي بعيدًا في رحلة يصعب أساسًا خوض بداياتها.
الآن، وبعد أن صعد ميسي ورفاقه ومبابي ورفاقه إلى المباراة النهائية، أقول إنه نهائي يصعب توقع الفوز فيه، أريد أن تفوز الأرجنتين بأية طريقة، ليس حبًا ووفاءً لمارادونا فقط، بل انصافًا لميسي وحده من بين كل زملائه، ميسي الذي خسر نهائي 2014، ويلعب النهائي الأخير في مسيرته، يجب أن يحصل على إطار لصورته الأسطورية، ولا يمكن أن يكون الإطار غير كأس العالم. لن يكتمل ألبوم صور ميسي وهو يحمل عشرات الكؤوس دون الكأس الذهبي الذي يزن 6.175 غرامًا ذهبيًا. ميسي إن فاز باللقب فسيكون هذا المونديال هو مونديال ميسي، مثلما كان مونديال 1986 مونديال مارادونا، والواضح أن ميسي في هذا المونديال يلعب انتقامًا لغصة المونديال الذي فقده قبل 8 أعوام، وكان بالإمكان الحصول عليه. الجيد لمشجعي الأرجنتين أن حالة المنتخب الأرجنتيني ممتازه، اللاعبون متحفزون، وسمعت جابريل باتستوتا النجم الأرجنتيني السابق يقول إن خسارة الأرجنتين من السعودية هزت اللاعبين الأرجنتينيين، وأنها كانت في صالحهم كونها جاءت في بداية المونديال. يصعب توقع نتيجة النهائي، فالفرنسيون في قمة تألقهم، والحل لمشجعي الأرجنتين يبقى في أقدام ميسي، أن يمارس السحر الذي لا يجيده غيره.