2022-12-25 | 23:15 مقالات

لا جوري ولا كادي

مشاركة الخبر      

إنها المرة الأولى التي أرى فيها أعراضًا انسحابية على البشر بسبب بطولة كأس العالم، وهذا دليل واضح على أن قطر لم تنظم مجرد مونديال كرة قدم لكنها قدمت تظاهرة رياضية ثقافية فنية اجتماعية ترفيهية وتجربة ثرية شغلت الناس كبيرهم وصغيرهم.
معظم الذين يعانون من الفراغ بعد كأس العالم هم من غير الرياضيين، لأن الرياضيين عادوا إلى حياتهم الطبيعية وأجواء المنافسات المحلية، وبالحديث عن الأجواء المحلية لم تكن هناك مفاجآت في كأس الملك سوى خروج ضمك والتعاون على يد الوحدة وأبها، ورغم أن موقعة الاتحاد والشباب كانت حديث الشارع الرياضي كونها أعادت لنا شيئًا من رتم المباريات العالي في كأس العالم، إلا أن خروج أحدهما على حساب الآخر خسارة للبطولة والحجة دائمًا هي القرعة.
وبالحديث عن كأس الملك لا يمكننا أبدًا أن نتجاهل أننا نلعب النسخة الأولى التي يغيب عنها صاحب السجل الذهبي لهذه البطولة والأكثر تتويجًا بها بفارق كبير بينه وبين بقية الأندية، فالأهلي صاحب الصولات والجولات والتاريخ العريق في هذه البطولة بالتحديد غاب عنها أو غيّب عنها، وبعد أن كانت جماهيره تردد في كأس أبونا ما يغلبونا، أصبح لسان حالها يقول في كأس أبونا ما لعبونا.
في الوقت الذي تعدت فيه ابنتي جوري على أختها التوأم كادي بأخذ قطعة الحلوى الخاصة بها، لم أجد عقوبة أفضل من حرمانها من نصيبها من ذات القطعة عندها حاولت والدتها بعاطفتها الجياشة إقناعي بالعدول عن قراري، كونها كانت مصابة ببعض أعراض البرد المنتشرة هذه الأيام وأن عقابي لها قد يزيد من مرضها، فيما سيكون عفوي عنها دافعًا لها لتتماثل للشفاء ولا أدري لماذا تذكرت مع هذا الموقف تلك المطالبات الغريبة من بعض الإعلام الأزرق بإسقاط عقوبة منع التسجيل عن الهلال مرة لمواساته عن إصابة لاعبيه أثناء مشاركة المنتخب، وتارة أخرى بحجة دعمه في مشاركته العالمية القادمة.
هبط الأهلي إلى دوري يلو، ولم أكن من أولئك المطالبين بقرار استثنائي لإعادته إلى الكبار بحجة قضية خطأ الإدارة السابقة، وأسقطت الفيفا التهمة حول قضية تسجيلات حمد الله وبرأت اللاعب ولم يتغير حكم مركز التحكيم الرياضي حول قرار منع النادي من التسجيل في الفترة المقبلة، فإذا أردنا رياضة نزيهة شريفة فلابد أن يكون ميزان العدل والإنصاف هو المعيار الأول في الحكم في أي قضية رياضية دون أن نأخذ في الاعتبار لا جوري ولا كادي.