العام الجديد.. ورونالدو
ـ مَن يريد التغيير للأفضل عليه ألَّا ينتظر رأس سنةٍ، أو بداية رمضانٍ. لا يعرف “النيكوتين”، عندما تمتنع عنه، إن كنت في أوَّل العام، أم في بداية رمضان، ولن يميِّز جسدك، إذا مارست الرياضة، في أي شهر أو يوم أنت.
لا تواريخ محدَّدة للبدأ في التنفيذ، والذين يحدِّدون تواريخ لتغيير وضع ما، لا يعرفون قيمة الوقت، وما اختيارهم لمثل هذه التواريخ إلَّا تكاسلٌ، أو هروبٌ من مواجهة الحالة، هذا ما استنتجته من تجاربي الشخصية.
حاولت مرات عدة أن أبدأ من رأس السنة في تغيير بعض العادات، واكتساب أخرى مفيدة، لكنني فشلت في تنفيذ معظم ما خطَّطت! كان خطي جميلًا ومنسَّقًا، وأنا أكتب على الورق، لكنَّ إرادتي كانت ضعيفة! التغيير نحو الأفضل يستحقه مَن يدفع ثمنه.
ـ علينا مع بداية كل عام جديد ألَّا نكتب مخططاتنا قبل أن نعدِّد النعم التي تحيطنا، ابتداءً من الصحة والأمن، لأن البدء بها ونحن نعرف ما لدينا، سيعزز من تنميتها بما نطمح لإضافته، فنحن لا نبدأ من الصفر، ومَن يملك الصحة والأمن، تكون بدايته من القمة، وما سيضيفه مهما علا شأنه مجرد خطوات إضافية لأعلى القمة.
زيارة واحدة للمستشفى، أو مشاهدة حلقة وثائقية عن مرضى، ستوضح للمُحبطين والمتشائمين والمترددين أي كنوز يملكونها، وأي غفلة يعيشونها ببخس ما لديهم من نِعم، اعتادوا عليها، فنسوا قيمتها.
ـ كان انتقال رونالدو للنصر السعودي الخبر الأهم في وسائل الإعلام في العالم، كان العنوان العريض في الصحف، والخبر الأول في النشرات التلفزيونية، كان الحدث الأهم في رأس السنة، والمتفحص للصفقة، سيجد أنها أكبر من انتقال مهاجم أسطوري للعب في قارة لم يعتد عليها.
هذه صفقة تسويقية واقتصادية، وعلاقات عامة، جاءت كلها على شكل انتقال لاعب، يتابعه مئات الملايين، ويلاحقون تحركاته وأخباره، ويشاهدون كل الصور التي يلتقطها. سيشاهد المواطن المكسيكي، أو البولندي، أو الياباني أحياء الرياض خلفيةً لصور رونالدو، وسيتعرَّف جيدًا على العلا عندما يقضي الدون عطلته هناك، وستكون مباريات النصر محط أنظار الجماهير في قارات العالم. مَن خطط لهذه الصفقة، يستحق نيل كأس بطولة التسويق.
ـ آمل أن تنجح مخططاتك في العام الجديد، ولكي يتحقق النجاح عليك أن تتحدى مارك توين فيما قاله: “رأس السنة هو الموعد المقبول للأمنيات السنوية الجيدة، ويمكنك أن تهملها في الأسبوع التالي كالعادة!”.