يحلمون

ما زال الوضع في روشن يسير كما هو متوقع من وجهة نظري، فالنصر جاد أكثر من أي موسم آخر في الحصول على اللقب، أما الشباب فقد عودنا على هذا التذبذب في المستوى والنتائج، باختصار حبة فوق وحبة وتحت، ولا تسألوا عن الهلال، فالله وحده أعلم بحاله من إصابات وغيابات ومنع من التسجيل، أي أن الهلاليين مضطرون للتعامل مع الأمر الواقع والأدوات المتاحة، باختصار الجود من الموجود، أما المنافس الحقيقي على اللقب برأيي فهو الاتحاد، الذي يسير بخطى ثابتة دون أي اهتزازات وبلا أي ضجيج، فهو يملك كل المقومات، لذلك باختصار احذروا القادم من الخلف.
بعيدًا عن روشن وبالتحديد حيث يصارع المعشوق الجريح في يلو الخصوم هنا وهناك، لكن الخصم الحقيقي الذي يواجهه الأهلي يتمثل في فئة محسوبة على أنهم من محبيه وما هم من ذلك بقريب، فهؤلاء بدأوا هجماتهم الشرسة المسمومة على إدارة العشق والانتماء قبل أن تمنحها أي فرصة، لكن الواثق من نفسه يمشي ملكًا ويعمل بصمت، وهذا هو لسان حال وليد ورفيقه تيسير.
ما زلت أتذكر أغنية ملك الإحساس عبد المجيد عبد الله التي كانت عنوان لحقبة من المناوشات والمهاترات بين الهلال والنصر وغيرهم من الأندية، حينما كان الكل يردد “يحلمون” لكن إدارة النصر والداعمين لها حولوا الحلم إلى حقيقة وأصبح الدون يلعب في دورينا وعلى ملاعبنا وأمام جماهيرنا، بعد أن كان تواجده هنا في مباراة ودية نوع من أنواع الإنجاز.
لست من المؤيدين لصفقات الجعجعة وتعاقدات الشو واستقطابات القنابل المدوية والمفرقعات الإعلامية وآخرها طيب الذكر باولينهو مع الأهلي، لكننا نتحدث عن صفقة من نوع آخر ومن طراز آخر ستنقل الرياضة السعودية إلى كوكب بل إلى مدار آخر.
من الخطأ أن نصنف صفقة كهذه على أنها صفقة رياضية، لأنها في الحقيقة نقلة حضارية ثقافية اجتماعية أكثر منها رياضية، فنحن نتحدث عن حملة دعائية مهولة لوطن بأكمله بل لشعب بأسره، ولا يمكننا أبدًا كمحايدين أن ننظر إلى هذه الصفقة على أنها إنجاز أصفر أو تاريخ يسجل للإدارة النصراوية الحالية، لأننا نعلم علم اليقين أنه لولا الدعم اللامحدود من قيادتنا للمنظومة الرياضية لما شاهدنا رونالدو وأمثاله يلعبون في دورينا حتى بعد مئات السنين.
أخيرًا، لابد أن نعترف أن الحلم من نصيب أهل الأحلام فقط، وأن الحقائق لا تترجم إلا بالأفعال، فقد نجح النصراويون في الرد على الجميع وضربوا ضربتهم وجعلوا الآخرين يحلمون.