2023-01-15 | 22:53 مقالات

صبر المجانين

مشاركة الخبر      

انتهت “خليجي 25” قبل أن تبدأ، رغم أن البطولة ما زالت جارية حتى الآن، لكن خروج الأخضر قضى على المتابعة الجماهيرية لهذه البطولة إعلاميًّا، حيث إن الحضور الجماهيري ما زال في أوجه تعاطفًا مع المنتخب العراقي صاحب الأرض والجمهور، وبعيدًا عن العاطفة والبكاء على الأطلال ومشاعر الحنين إلى الزمن الجميل، أرى أن البطولة قد ظلمت في توقيتها، كما أرى أن القائمين عليها يواجهون خطر إلغائها أكثر من أي وقت مضى، فنحن نتحدث عن بطولة لن يتم الاعتراف بها، ولن تصبح ذات قيمة فنية في ظل مشاركة معظم المنتخبات بالصفين الثاني والثالث.
على الصعيد المحلي كثرت الاحتجاجات لدى اللجان القضائية المحلية ما بين لجنة الانضباط، ولجنة الاستئناف، وغرفة فض المنازعات، ومركز التحكيم الرياضي، وأرى أن الحديث عن هذه اللجان ومدى كفاءتها من عدمه ضرب من ضروب العبث، لأنه “لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى”، وسيبقى من حكم لصالحه راضيًا سعيدًا، وسيظل من حكم ضده قانطًا منتقدًا.
ما زالت قضية الدعم المالي للأندية هي الشغل الشاغل للوسط الرياضي هذه الأيام، بعد دعم صفقة “الدون” للعالمي، وهنا أرى أننا بحاجة إلى معايير مدروسة ومقننة لهذا الدعم المالي الكبير، فليس من المنطق أن يُمنح الدعم لنادٍ بناءً على شعبيته الجماهيرية، وليس من المنصف أيضًا أن يُمنح الدعم لنادٍ بناءً على قدرته المالية، لكن المعيار الأفضل من وجهة نظري هو ترتيب النادي في سلم الدوري، خاصة تلك الأندية التي تؤهلها مراكزها للمشاركة في البطولة القارية، فهي الأولى بالدعم دون غيرها، كونها تمثل المملكة خارجيًا، وفي هذا حافز كبير للأندية للمنافسة على المراكز المتقدمة للحصول على أكبر قدر من الدعم.
في الوقت الذي تستنجد فيه إدارة الأهلي بباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه، أقترح على وليد ورفيقه تيسير اللجوء للداعم الأوحد للكيان، والورقة الرابحة على مر الزمان، من خلال إطلاق صندوق الإنقاذ للحصول على الكفاءة المالية، وكلي ثقة في أن عشاق النادي من كافة أصقاع الأرض قادرين على استخراجها قبل لقاء الحزم القادم، فمبلغ 100 مليون لن يساوي شيئًا لو وزع على ملايين العشاق التي نذرت نفسها لإعادة معشوقها إلى مكانه الطبيعي في منصات التتويج، أخيرًا بقي أن أقول لأولئك الذين يريدون حذف الأهلي من قاموس الرياضة السعودية، إذا كنتم تراهنون على حكمة العقلاء، فلا تختبروا أبدًا صبر المجانين.